والنار وهو يخطب أصحابه وأنه حدثهم عنها، وثبت أن الله أسكن آدم وحواء الجنة قبل أن يهبطا إلى الأرض، من أجل مخالفتهما لله بأكلهما من الشجرة التي نهاهما عن الأكل منها.
وأما الإجماع: فإن صدر هذه الأمة لم يزالوا على القول بوجودهما في الدنيا حتى نبتت نابتة من القدرية والمعتزلة فأنكرت ذلك وهم محجون بالنصوص، وإجماع الأمة قبل وجودهم.
شبهة من أنكر وجود الجنة والنار الآن والرد على ذلك:
أولا: قالوا: خلق الجنة والنار قبل يوم الجزاء عبث؛ لأن كلا منهما تبقى معطلة مدة طويلة دون أن يجزى بها أحد، والعبث محال على الله، وأجيب أولا بأنه معارضة للنصوص الصحيحة بالعقل في أمر غيبي لا يعرف إلا من أهل النقل، وثانيا بأن وجودهما في الدنيا فيه فائدة ولأن المؤمنين ينعمون في قبورهم، وأرواحهم نسمات تعلق في شجر الجنة، والكفار يعذبون في قبورهم بالعرض على النار ورؤية كل منهم لمقعده فيهما إلى أن يبعثه الله كما تقدم بيانه، فوجودهما ليس بعبث.
واستدلوا ثانيا: بقوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} ، قوله:{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} ، قالوا: فلو كانتا موجودتين الآن لهلكتا وذاق كل من فيهما الموت عند النفخة الأولى في الصور من أجل إنهاء الدنيا وتخريبها،