القرم رمزا للتحالف العثماني الفرنسي وَلنَا أَن نقُول ان السنوات الْأَخِيرَة من تاريخنا هِيَ الْعَصْر الذَّهَبِيّ للعلاقات مَعَ فرنسا والأصلاحات الَّتِي نفذت فِي عهدي سلفي (عبد الْعَزِيز (و (عبد الْمجِيد (هِيَ إصلاحات مستمدة من فرنسا وَكَانَت الْمدَارِس والمعاهد العسكرية تَحت تَأْثِير النظام الفرنسي وَأول خطّ حديدي فِي بِلَادنَا أنشىء من قبل الفرنسيين وَمن الطبيعي أَن تحز فِي نُفُوسهم رُؤْيَة المستشارين الألمان وهم يشرفون على مد الخطوط الحديدية إِنَّهُم لَا يطمئنون على ازدياد النّفُوذ الألماني فِي الشرق
وَقبل عشْرين سنة على وَجه التَّقْرِيب رأى بسمارك أَلا يُضحي بجندي بروسي فِي سبيلنا ثمَّ وفْق الالمان بعد ذَلِك الى تَقْوِيَة نفوذهم بالطرق السلمِيَّة كَمَا بذل السفير الفرنسي (كونستانس (جهدا عَظِيما لمصْلحَة بِلَاده فاستطاع التَّوَسُّع فِي نشر الثقافة الفرنسية والحصول على بعض الامتيازات
وَقد أَخْطَأنَا عِنْدَمَا ألغينا امتياز فرنسا فِي السواحل فَلَا نكاد الْآن نخلص من مشكلة الا وتعترضنا مشكلة أَشد تعقيدا كمشكلة الْبَرِيد ومشكلة الصِّحَّة الْعَامَّة ومشكلة الدُّيُون العمومية الخ ان تدهور العلاقات بَين الاصدقاء القدماء يَدْعُو الى الأسف فقد يخطىء الْمَرْء دون قصد مِنْهُ أما علاقاتنا مَعَ أَعْدَائِنَا التقليديين (الروس) فتسير نَحْو التحسن