أَن أَكثر مَا يجب عل الْمَرْء أَن يحذرهُ من بَين الدول الْكُبْرَى هُوَ انكلترا فَإِن الانكليز قوم لَا يحترمون إِلَّا وَلَا ذمَّة وَقد أوضح اللورد (كرانفيل (فِي شهر تشرين الثَّانِي من عَام ١٨٨٢ أَن انكلترا لن تغير من سياستها فِي مصر وانها تتعهد بتطبيق مَا ورد فِي الفرمانات الَّتِي أصدرناها وأعلن الأميرال (سيمور (فِي تموز عَام ١٨٨٢ أَن الإنكليز لَا يفكرون فِي السيطرة على مصر واغتصاب حُقُوق المصريين بِأَيّ شكل من الاشكال وَصرح دوفريه السفير الإنكليزي فِي استانبول بَان انكلترا لن تطالب بأية امتيازات فِي مصر وَلَا حَتَّى التجارية مِنْهَا وعندما وصل الْجَيْش الإنكليزي مصر فِي آب أغسطس ادّعى الجنرال وولسيلي أَن دُخُول هَذَا الْجَيْش كَانَ بِقصد الْحفاظ على سمعة الخديوي لقد نسيت انكلترا الحرباء كل هَذِه الوعود وعملت على كسر شَوْكَة مندوبنا السَّامِي فِي مصر وتمكنت من تجريدنا من كل شَيْء لنا فِي مصر
وَلَعَلَّ أَشد مَا يحيرني من أَمر فرنسا هُوَ بَقَاؤُهَا مكتوفة الْأَيْدِي حِيَال كل هَذِه الألاعيب الَّتِي يلعبها الانكليز