للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ألمانيا وفرنسا فِي الشرق (١٨٩٨)

هُنَاكَ أَسبَاب مُخْتَلفَة جَعَلتني أميل نَحْو الألمان وان لم ترض فرنسا بِهَذَا الْميل وَلَو لم يكن شىء لتبرير عطفنا تجاه الألمان إِلَّا شخص قَيْصر لكفى انه رجل تحبه النَّفس وتثق بِهِ فَهُوَ جدير بالإعجاب لقد رفع من شَأْن بِلَاده كثيرا

وَمن حَيْثُ الاساس فَإِن الألمان أقرب الى النَّفس من الفرنسيين وهم الى العثمانيين أقرب من غَيرهم من الامم فهم كالعثمانيين بطيئو الْحَرَكَة والانفعال لكِنهمْ قوم شرفاء صَادِقُونَ نشيطون ومخلصون فِي عَمَلهم والفرنسيون قوم يحبونَ أَن يعملوا لكِنهمْ لَا يثبتون على عَمَلهم ثبات الالمان يضيعون جلّ أوقاتهم فِي سياسات غير مُسْتَقِرَّة على قَرَار وثبات الالمان يُقَابله شوق الفرنسيين لكنه شوق كلهب القش لَا يلبث أَن ينطفىء والالمان اذا بدؤوا بِأَمْر بحثوا فِيهِ وسبروا أعماقه وَعرفُوا مداخله ومخارجه أما الفرنسيون فَلَا يملكُونَ هَذِه الصّفة قطّ

وَجُمْلَة القَوْل ان الفرنسيين يبدون الْآن أبعد عَن قُلُوبنَا مِمَّا

<<  <   >  >>