إِن ضعف الدولة العثمانية نابع من اتساع رقعتها فاجتماع كثير من الشعوب تَحت راية وَاحِدَة جعل ادارة هَذِه الشعوب أمرا صعبا يخطىء من يظنّ أَن الاجراءات الشَّدِيدَة ستوصلنا إِلَى وضع أحسن أَن هَذَا النَّوْع من الاجراءت لن يُؤدى بامبراطوريتنا الا إِلَى الفناء اننا أشبه مَا نَكُون بنهر منحدر فاض عَن مجاريه
وَلَا يلْزمنَا أَن نَكُون فلاسفة فِي التَّارِيخ كى نعلم أَن ضعف الْقُوَّة الوطنية فِينَا لَيْسَ إِلَّا ضعا ظاهريا فَبعد وصولنا إِلَى أسوار فيينا بدأنا نفقد الولايات وَاحِدَة بعد أُخْرَى هَذَا أَمر طبيعى أَن عدد سكاننا قَلِيل جدا اذا قيس بالامم الاخرى فَلَا يُمكن الاحتفاظ بالبلدان الْمَفْتُوحَة مُدَّة أطول وَلم آسَف على فقد بِلَاد البلقان الَّتِي اسْتَعْصَتْ على حكمنَا واستهلكت الْكثير من قدراتنا فبقدر مَا أمكننا الانحسار والتكثيف بِقدر مَا نستعيد قوتنا ونتخلص من (الْمَرَض (
وَفِي الْيَوْم الَّذِي نقوى فِيهِ من الدَّاخِل ستجد الدول