للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يحيطُ بِهِ وَكَانَتْ الدُّورُ مُحْدِقَةً بِهِ، وَبينَ الدُّور أَبْوَابٌ يَدْخُلُ النّاسُ مِنْ كُلّ نَاحية فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ بنُ الْخَطَّابِ رضيَ الله عَنْهُ وَكَثُرَ النّاسُ وَسَّع الْمَسْجِدَ (١) واشْتَرَى دُوراً وَهَدَمَهَا وَزَادهَا فِيهِ وَاتَّخَذَ لِلْمَسْجِدِ جِدَاراً قَصِيراً دُونَ الْقَامَةِ، وَكَانَتْ الْمَصَابِيحُ تُوضَعُ عَلَيْهِ.

وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ أَوَّلَ مَنِ اتَّخَذَ الجِدَارَ لِلْمَسْجِدِ الْحَرَامِ (٢)، فلمَّا استُخْلِفَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عنهُ ابْتَاعَ مَنَازِلَ وَوَسَّعَهُ بِهَا أيضاً وبنى الْمَسْجِدَ وَالأَرْوِقةَ، وَكَانَ عثمانُ رَضِيَ الله عَنْهُ أَوَّلَ مَنْ اتَّخَذَ الأَرْوِقَةَ (٣). ثُمَّ إِنَّ ابْنَ الزُّبير زَادَ في المَسْجِدِ زِيَادَةً كَثيرة واشْتَرى دُوراً مِنْ جُمْلَتِهَا بَعْضُ دارِ الأَزْرقِ، اشْتَرَى ذَلِكَ الْبَعْضَ بِبِضْعَةَ عَشَرَ ألْفَ دينَار ثُمَّ عمَّرَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَلَمْ يَزِدْ فِيهِ لَكِنْ رَفَعَ جِدَارَهُ وَسَقَّفَهُ بِالسَّاج وَعَمَّرَهُ عِمَارَة حَسَنهً، ثُمَّ إِنَّ الوليدِ بنَ عَبْدِ الْمَلِكِ وَسَّعَ الْمَسْجِدَ وَحَمَلَ إِلَيْهِ أَعْمِدَةَ الْحِجَارَةِ وَالرُّخَامِ وَزَادَ فِيهِ الْمَهْديُّ (٤) بَعْدَهُ مَرَّتَيْنِ إحْدَاهُمَا بَعْدَ سَنَةِ ستينَ وَمَائَة، وَالثانِيةُ بَعْدَ سَنَةِ سَبْعٍ


= ذات الطوابق والمآذن العملاقة وظهر لك باب الكعبة الذهبي الذي عمل في عهد الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود عام ١٣٩٩ هـ كما تقدم، وأرض المطاف قد رصفت بأحجار المرمر الأبيض لتعكس حرارة الشمس بإذن الله تعالى فلا تؤذي الطائفين، وَفَّق الله الحكومة السعودية لما فيه خير العباد والبلاد آمين.
(١) وَسع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه المسجد الحرام عام (١٧) سبعة عشر من الهجرة.
(٢) وأول مَنْ وَسعه وأول من جعل له أبواباً وأول من أضاء المساجد بالمصابيح.
(٣) في سنة ست وعشرين من الهجرة زاد أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه المسجد الحرام ووسّعه بأرض الدور الملاصقة له التي اشتراها من أهلها وسقفه فكان أوّل مَنْ اتخذ للمسجد الحرام أروقة بعد أن كان عبارة عن متسع فسيح مثل الحصوة.
(٤) أي ابن أبي جعفر المنصور والد هارون الرشيد رحمهم الله تعالى.

<<  <   >  >>