أقول: وقول المصنف واستقر بناؤه -أي التربيعي- للمسجد الحرام ولم ينظر إلى الزيادتين لأنهما خارجتا التربيع والله أعلم، ثم أزيلت عمارة المهدي رحمه الله تعالى عام (٩٨٠) ثمانين وتسعمائة من الهجرة، بعد دوامها (٨١٠) ثمانمائة وعشر سنين من الهجرة لظهور تشقق في الرواق الشرقي فصدر أمر السلطان سليم بك بن سليمان خان بعمارة المسجد الحرام جميعه بعد هدمه، وإبدال سقف الأروقة الخشبية بقباب هي المشاهدة الآن في البناية القديمة، وأعيدت الأعمدة المرمرية ثانياً في عمارة السلطان سليم خان "وابنه" "مراد" وهي من بقايا عمارة المهدي فلها الآن نحواً من ألف ومائتين وواحد وثلاثين عاماً (١٢٣١) في عمارة الوليد المهدي وعمارة سليم وابنه مراد، وحين ما كمل عمل جانبين من عمارة المسجد الحرام الشرقي، والشامي توفي السلطان سليم رحمه الله تعالى، وتولى مكانه ابنه مراد خان فتمم عمارة المسجد الحرام في عام (٩٨٤) تسعمائة وأربعة وثمانين هجرية على أحسن شكل وأبهى منظر، وفي هذا يقول المؤرخ العلامة قطب الدين في كتابه (الأعلام) رحمه الله تعالى: جَددَ السلطان مراد بن سليم ... مسجد البيت العتيق المحترم سر منه المسلمون كلهم ... دار منشور اللواء والعلم قال روح القدس في تاريخه ... عمر سلطان مراد الحرم وما زالت عمارة السلطان سليم وابنه السلطان مراد رحمهما الله تعالى قائمة منذ عام (٩٨٤) تسعمائة وأربعة وثمانين بمآذنها وقبابها وجميع لوازمها وبها المنبر الذي أهداه السلطان سليمان خان عام ٩٦٦ هـ تسعمائة وستة وستين هجرية إلى أنْ قامت التوسعة السعودية في أوائل عام (١٣٧٥ هـ) ألف وثلثمائة وخمسة وسبعين هجرية التي احتفظت =