للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلَّايات الرهبان محفورة على جنبات بئر عميق داخل (الكنيسة المعلقة) بحيّ مصر القديمة.

ويقضى بها أيام يردد ترنيمات معينة ولا يحمل من الماء إلَّا القليل جدا الكافي لمعيشته وبالتأكيد بعيد عن أي مصادر للماء للاستحمام أو الطهارة .. مع تأكيد معلميهم من كبار الرهبان على ذلك وتفسيرهم لهذا الأمر على أنه يجب أن ينسى كل ما يتعلق بجسده ولا يشغل فكره وتركيزه واهتماماته إلَّا بالترانيم الَّتِي تلقاها من كهنته:

{وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً}.

والترانيم باللغة القبطية (الفرعونية القديمة) وليست من الإنجيل في شيء بل هي ترانيم متوارثة عن رهبانهم من القرن الرابع الميلادي .. وهناك اختبارات لا بد أن يتخطاها لاعتماده لممارسة السحر الأسود بإحدى الكنائس .. وفور اجتيازه لتلك الاختبارات واعتماده بإحدى الكنائس .. توضع اسم الكنيسة على خريطة خاصة توضح توزيع تلك المراكز ويكون هناك متابعة لنشاطات الكاهن ورصد لأعداد المسلمين المترددين عليه والإعلان والدعاية له من قبل الأقباط النصارى ومتابعة جوانب القصور في أدائه وصقل مهاراته بمزيد من الدروس لإتقان هذا المجال الأسود .. ومن المتابعين والمنظمين لهذا المجال والمشرفين عليه لإلمامهم بالتفاصيل الخاصة به القمص مرقص عزيز وباخميوس:

{وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ

<<  <   >  >>