وقائمة المشلوحين (المطرودين من الكنيسة والمجردين من السلك الكهنوتي) وكذلك المعتزلين للرهبانية والمتمردين على الولاء لشنودة والرافضين له قائمة طويلة حافلة بأسماء كانت إلى عهد ليس ببعيد من أكثر المنتمين لكنيسته والموالين له والمساندين لسياساته والمعلمين لها .. جميعهم من زملائه أو تلاميذه المصاحبين والملازمين له الذين أشربوا في قلوبهم أفكار جماعة الأمة القبطية وتجرعوا معه وأيضًا على يده كل سمومها العنصرية الإجرامية المتطرفة .. ولكل منهم كانت وقفة مع النفس احيطت بظروف وأحداث طارئة غامضة غيرت من ولاءاته ومسلكه ودفعته للتمرد على زعيم عصابته وإعلان التوبة .. اختلفت الظروف والأسباب الذي غيرت مجرى حياتهم وارغمتهم على عصيان تعاليم شنودة حتَّى لو كان الثمن التجريد من مناصبهم والوصول لعقوبة الشلح .. اختلفت الأسباب واجتمعوا على كتمان أسباب تلك التغيرات الطارئة على مسلكهم والتعتيم أيضًا على أفعالهم الَّتِي استوجبت إعلان توبتهم .. توقفت بهم الجرأة والتحدى لحد لم يستطيعوا تجاوزه ليعلنوا عن أي فعل ارتكبوه استحق منهم إعلانهم التوبة وطلب المغفرة والوصول بتمردهم لحد الشلح وعقوبة التجريد من مناصبهم الكهنوتية .. وعن مدى علاقتهم ببابا الأقباط النصارى وتورطه في تلك الأفعال ..
وعقوبة الشلح هي أقصى درجات العقوبة الَّتِي تطبق على رجال الدين وتطولهم .. هي نهاية لسلسلة من العقوبات المتدرجة في شدتها تبعا لنوعية الجرم ودرجة الاستمرار والإصرار عليه .. وتبدأ العقوبات بفرض مدة معينة للصوم ثم المنع من الصلاة لفترة محددة ثم حرمان الكاهن من التناول (عدم تمكينه من القيام بطقوس الكنيسة والأسرار السبعة الخاصة بها) .. ثم عقوبة الإيقاف عن منصبه لفترة .. ثم النفي والإبعاد إلى أحد الأديرة لمدة تتناسب مع أسباب العقوبة .. وأخيرًا الشلح وتجريد رجل الكنيسة من مكانته الكهنوتية أو الرهبانية .. والشلح من أشدّ أنواع العقوبات عندما يرتكب الكاهن خطأ لا يمكن تجاوزه ولا إغفاله ولا إصلاحه .. خطأ جسيم يمس بعقيدة الكنيسة كمخالفة تعاليم المسيحية والارتداد عنها .. أو ارتكاب فعل فاضح أو تمرد على الولاء للكنيسة لحد الانشقاق عن قياداتها ومخالفة تعليمات بابا الكنيسة .. ويتم الشلح بعد توجيه الإنذار للكاهن عدة مرات .. كما أن لكل درجة دينية محاكمة تخضع لها .. فمحاكمة القس أمام الأسقف .. والأسقف يحتاج لشلحه لجنة من المجمع المقدس المكون من الأساقفة من كل محافظات مصر .. والراهب يتم محاكمته عن طريق رئيس الدير. . وجميعهم بتصديق على قرار الشلح من بابا الأقباط النصارى ... وهناك عقوبة تصل لحد حرمان المتوفى منهم من صلوات الجنازة وطقوس الموتى ..
وشهدت الخمسة عشر سنة الأخيرة تزايدا وتصاعد في إعداد الكهنة الَّتِي وصلت بهم حد العقوبة إلى التجريد رغم تكتم الكنيسة عن إعلان الرقم الفعلي للكهنة المطرودين وأسباب تجريدهم من مكانتهم الكهنوتية وإن كان بعض أسماء المشلوحين تم نشر أسمائهم في مجلة الكرازة الَّتِي يرأس تحريرها شنودة الثالث بنفسه والَّتِي تمثل صوت الكنيسة الرسمي .. إلَّا