تمسكهم بأفكار تلك الجماعة الَّتِي جلبت لهم كل تلك النجاحات والامتيازات والمناصب السياسية والاجتماعية والمالية .. بالإضافة إلى الأقباط النصارى الذين تأثروا بفكر ونهج الجماعة آملين في وعودهم ببناء كنيسة للرب عظيمة وإزالة ما عداها واسترجاع مصر القبطية المباركة ..
وكانت الثورة في بدايتها تمر بمرحلة من الجفاء في العلاقات السياسية الخارجية مع الغرب أثر قيامها بطرد الاستعمار والوجود الأجنبي وتصفية المؤسسات والشركات الأجنبية واليهودية الممولة لإسرائيل .. كما كان لوجود الطبقة المسيحية القبطية المتميزة خريجى مدارس الإرساليات وإتقانهم للغات وخبرتهم الطويلة في مجال العمل كوسيط بين الحكومة والجهات الأجنبية عهد الاستعمار واحتفاظهم بعلاقات وطيدة مع الغرب وكذلك ظهورهم بالمظهر المخادع الذي يلبس ثوب العلمانية والاشتراكية والبعد عن المظاهر الدينية .. وبين انتماءاتهم الحقيقية لأكبر جماعة قبطية متطرفة تأثيرا كبيرا على الحكومة المصرية الَّتِي اعتمدت عليهم في مجال العلاقات الخارجية لتحسين صورتها في الغرب للاعتراف بها .. واعتبرتهم همزة الوصل بين قياداتها والحكومات والجهات الأجنبية الغربية الذين يحتفظ أعضاء الجماعة معهم بصداقات قوية ..
فكان لاستمرار قيام افراد تلك الجماعة بدور الوسيط بعد قيام الثورة مكسبا كبيرا حيث اعطتهم الحكومة امتيازات ونفوذا واطلقت لهم كامل الحرية بالعبث داخل الكنيسة القبطية وضمنت لهم الحماية من قبل السلطات مع علمها أو تجاهلها بنواياهم وخلافاتهم مع قيادات الكنيسة .. على اعتبار أنها خلافات داخل الكنيسة .. شأن كنائسي لا تتدخل فيه الحكومة مما زاد تلك الجماعة المتطرفة قوة إلى قوتهم ولم تعد هناك عقبات من الحكومة المصرية تؤيد تحركاتهم مثلما كانت عهد الملكية الَّتِي لم تعتمد عليهم كلية لقرب الأسرة المالكة من الوجود الأجنبي .. بالإضافة إلى جهل أو تجاهل حكومة الثورة بتفاصيل تلك الجماعة القبطية المتطرفة .. فالحكومة ليست دينية وبالتالى فالأمور الدينية لا تعنيها .. ولا حتَّى مواثيق ومعاهدات المسلمين والكنيسة منذ أن فتحت مصر أَبَان حكم عمرو بن العاص رضى الله عنه .. وما يهم حكومة الثورة هي المكاسب السياسية والمصالح الَّتِي تقدمها وتوفرها لها تلك الفئة المسماه بجماعة الأمة القبطية ..
وهذا يفسر صمت الحكومة المصرية على أحداث قطار الصعيد الذي دبره أعضاء جماعة الأمة القبطية والذي راح ضحيته عدد من المطارنة ورجال الكنيسة المعاديين لفكر الجماعة والذين هموا بالاجتماع والاعتراض للحكومة على تصرفات تلك الجماعة حيث اشتد الصدام في تلك الفترة بين الكنيسة وأتباع الأمة القبطية أدَّى إلى تدخل سافر من قبل أعضاء ورهبان تلك الجماعة في شئون الكنيسة محاولين فرض سيطرتهم عليها وعزل الأنبا يوساب الثاني .. والذي رفض بشدة التخلى عن مسئوليته تجاه الكنيسة ليس طمعا منه في منصب ولا جاه ولا مال فقد عرف عنه حتَّى من أعدائه أنه كان زاهدا في الأمور