منظور عقيدة كنيستهم ولم يتراجعوا إلى الآن ويعلنوا توبتهم عن فعلتهم وما زالوا على عدم اعترافهم بمجىء المسيح .. فالكل في سلة واحدة يجب الإطاحة بها .. لذا عمل أعضاء الجماعة المميزين في المجتمع على بذل الجهد للتحريض ضد الوجود الأجنبي وإظهار انتماءاتهم الوطنية لأفكار الثورة وتأييدهم لها وتحقيق المكاسب بتقليص عدد الإرساليات الأجنبية وطرد رعاياهم .. ولكن فشلوا في محاولاتهم المستميتة لتحويل الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتنية والملل الأخرى إلى كنائس ارثوذوكسية حيث تعارض ذلك مع قوانين الدولة والإسلام الذي يضمن حماية الكنائس والمعابد المسيحية واليهودية المتواجدة بمصر منذ أن فتحت .. وحرية أتباعها بإقامة شعائرهم بها في أمان ..
فكان كعادة أتباع تلك الجماعة يعملون بمكر ونفاق .. فهم يتظاهرون بوطنيتهم ومصريتهم وولائهم للثورة وأهدافها ويظهرون كراهيتهم للاستعمار والتواجد الأجنبي بمصر .. ويتمسحون في الغرب بمسيحيتهم الَّتِي تجعلهم بمنظور الغرب أقرب إليهم من المسلمين حتَّى لو كانت تلك المسيحية إسمية صورية من منظور الكنيسة الغربية المخالفة لكنيستهم عقائديًا ومنهجيا .. اختلافات لا تقل في جوهرها عن اختلافاتهم مع الإسلام .. وكذلك الحال مع اليهود فرغم كراهيتهم لهم لأبعد الحدود فهم يظهرون لهم المودة بإيمانهم بالعهد القديم الذي هو لا يتجزأ عن إنجيلهم .. وبذلك استطاعوا في تلك الفترة الاستفادة على كل الوجوه ..
وأدَّى خروج الأجانب من مصر إلى أن باعوا معظم ممتلكاتهم بأموال زهيدة جدا للنصارى مفضلين إياهم عن المسلمين لما تربطهم بأعضاء تلك الجماعة من علاقات وطيدة منذ أن درسوا وعملوا بمدارس ومستشفيات إرسالياتهم وكذلك شركاتهم .. بل وتنازل بعض الأجانب عن بعض تلك الممتلكات للأقباط .. فهم جميعًا رغم حجم خلافاتهم العقائدية والعداء بينهم إلَّا أنهم اجتمعوا جميعًا على عدائهم للإسلام والمسلمين .. وتبقى كل تلك الأحداث في أثناء حكم الأنبا يوساب الثاني للكنيسة الأرثوذكسية القبطية واستمراره على موقفه واستنكاره لفكر تلك الجماعة وأساليبهم الشيطانية في النفاق والمكر والخداع ..
ما زلنا في فترة حكم الأنبا يوساب الثاني للكنيسة القبطية والَّتِي بدأت في الأربعينيات وامتدت إلى ما بعد الثورة .. وما زال الأنبا وأعوانه المخلصين لتعاليم الكنيسة القبطية يحيطونه بالولاء والحماية عاملين جميعًا بكل جهد وكد للتصدى لأفكار تلك الجماعة المنحرفة عقائديًا جماعة الأمة القبطية العنصرية المتطرفة .. غير مبالين بنفوذهم ولا أموالهم ولا خاضعين لاهوائهم .. واستطاعوا أن يعيدوا للكنيسة القبطية الكثير من روحانياتها ومحبتها .. وما زالت أيضًا قيادات تلك الجماعة رهبان وعلمانيين من ذوي المناصب والمال والوصوليين من الشباب الجامعي ذوي الأطماع والطموحات الدنيوية على