قرار الأنبا يوساب .. حيث استغل حرج الكنيسة وتكتمها على أسباب تجريدها له من صفته الكهنوتية حتَّى لا يفتضح أمر تلك الجماعة ونزاعاتها مع الكنيسة ..
وكانت السرية والتعتيم هي نقطة ضعف الكنيسة وغلطة كبيرة تحملت بسببها الكثير من المعاناه وادت بتلك الجماعة المتطرفة لمزيد من التطرف والتمرد والقوة .. وكان رجال الأنبا يوساب المخلصين لتعاليم الكنيسة يصفون سلوكيات جماعة الأمة القبطية على أنها خروج صريح عن تعاليم المسيح .. ومدمرة لقيم المسيحية .. ووصفوا دعوتهم بأنها دعوة لانتزاع المحبة من القلوب واستبدالها بالعداوة والكراهية .. فبدلا من أن يحبوا أعداءهم .. عادوا أحبائهم وسعوا لاستبدال المحبة والوئام مع المسلمين بالعداوة والبغضاء .. وبدلا من أن يحسنوا إلى مبغضيهم .. بغضوا محسنيهم من الأجانب بعد أن استفادوا من أموال ومدارس وإمكانيات إرساليات الأجانب الذين أحسنوا إليهم ليطعنوهم من ظهورهم ..
وتطورت الأحداث فيستبعد الأنبا يوساب الراهب متَّى المِسكين (معلم البابا شنودة والأب الروحي له) بعد أن كان عينه وكيلا للبطريركية بالإسكندرية فور علمه بحقيقة انتماءاته لتلك الجماعة .. حتَّى أن رجال الدين كانوا يطلقون عليه لقب الراهب متى المسكون وليس المسكين من فرط انحراف أفكاره .. وتم إعدام بعض كتبه والَّتِي وصفها الكثير بأنها أقرب للشيوعية منها للمسيحية .. والَّتِي تطورت لتكون أقرب للعنصرية لاعتناقه أفكار تلك الجماعة .. وفي خمس شهور فقط من وقت عزل الراهب متَّى المِسكين تمر الأحداث ساخنة طويله موجعة ..
حيث اتخذ رهبان تلك الجماعة المنشقة قرارا بتنحية وعزل بابا الكنيسة بالقوة .. وترحيله إلى أحد الأديرة مع أعوانه والاستيلاء على مقاليد الحكم بالكنيسة .. وتم اقتحام عدد من شباب تلك الجماعة للمقر البابوي وتصدى لهم رجاله العزل وتعرض بعض رجال الكنيسة للإصابات واستعان رجال الكنيسة بالسلطات .. وتكررت تلك المحاولات ولكنها باءت جميعها بالفشل حيث كانت تنتاب المختطفين حالة من الرهبة عند الوصول للأنبا يوساب ورغم شيخوخته وضعفه لم يهتز ولم يستسلم .. مما كان يضطرهم لمحاولة إقناعه باللين بالتنحي عن منصبه أو الإبقاء عليه وترك إدارة الأمور لهم وهو على ثباته وقناعته ألَّا يترك الشياطين لتحكم وتجلب الخراب .. وأظهر رجاله قدر كبير من الإخلاص والولاء له .. ولأول مرة تبلغ السلطات والنيابة بتلك الأحداث حيث قام رجال الدين بإبلاغ الشرطة والسلطات عن تلك الجماعة .. ولأول مرة يتم الإعلان صراحة عن اسم تلك الجماعة (جماعة الأمة القبطية) .. ولم تكن الجماعة لتتراجع عن عزمها على خلع البابا ..
واستغل بعض رهبان تلك الجماعة المنشقة من كبار السن والمعاصرين للأنبا يوساب حين كان راهبا معرفتهم بطباعه وشخصه .. وبذلوا الجهد لتشجيع وتدريب بعض شباب تلك الجماعة لكسر حاجز الرهبة والخوف من المساس به ..