وتكررت محاولة اقتحام المقر البابوي وتم اختطاف الأنبا يوساب بقوة السلاح .. ويقال أن مختطفيه احسوا بتلك الرهبة وكانت الخطة قتلة وإزاحته عن كرسي البابوية .. ولم يستطيعوا خوفا من أن تلحقهم اللعنات وتم اختطافه إلى أحد الأديرة قيل أنه دير المحرق باسيوط حيث تم احتجازه لحين الانتهاء من تنصيب أحد رهبان الجماعة لمنصب البطريرك خلفا عنه ليرحلوه إلى أحد الأديرة الأخرى أو مكان غير معلوم من الأماكن القبطية .. وتسعى السلطات لحل الأزمة .. وتتزايد الضغوط على الحكومة من قبل أعضاء الجماعة (جماعة الأمة القبطية) من ذوي المناصب في الخارجية مستغليين نفوذهم وعلاقتهم القوية بها .. محاولين إقناعها لتفض يدها عن المشكلة وتعتبرها أمور كنائسية خاصة بالأقباط النصارى .. مما جعل الحكومة تتغاضى عن كثير من المخالفات القانونية حرصا منها على الاحتفاظ بصداقة ومساعدة تلك الفئة الَّتِي تقوم بدور الوسيط وهمزة الوصل مع الجهات الغربية والخارجية .. وكادت أن تقترب الجماعة من تحقيق الهدف وتولى المنصب وتجرى الرياح بما لا تشتهي السفن .. ليفاجئوا بعودة الأنبا يوساب إلى مقره البابوي بعد عدة أيام من اختطافه حيث تأثر بعض رهبان الدير كثيرًا وطلبوا منه العفو واطلقوا صراحه واعادوه معززا مكرما إلى مقره ليتولى منصبه وسط ذهول الجميع .. ووسط بكاء ونواح رعايا الكنيسة المحبين له واستفساراتهم عن حقيقة ما يحدث داخل الكنيسة.
لم يكن أمر عزله بتلك السهولة حيث أن مكانة البابا هي مكانة روحانية كبيرة وعالية جدا في قوانين الكنيسة لا يستطيع أحد أن ينتزعها أو أن يجبر البابا على التخلى عنها .. ولم ييأس أعضاء الجماعة واعادوا الكرة بصيغة قانونية أضافوها إلى قوانين الكنيسة وكانت أول محاكمة لأحد البطاركة في تاريخ الكنيسة القبطية منذ انشائها .. وهو الأمر الذي لم يحدث إلَّا للبابا يوساب الثاني بطريرك الأقباط النصارى .. حيث اجتمع عدد من الأساقفة ومن المجمع المقدس وأعضاء من المجلس المِلِّي العلمانيين والأراخنة ومنهم عدد من المعزولين وبمباركة قادتهم من رهبان جماعة الأمة القبطية وقاموا بإبعاده عن منصبه وعزله واستبداله بتشكيل لجنة لإدارة الكنيسة وكان ذلك عام ١٩٥٤ وتمضى الأحداث أكثر سخونة.
جرت كل تلك الأحداث بعلم وصمت السلطات والحكومة تحت استمرار ضغوط ومساومات أعضاء تلك الجماعة القبطية المنحرفة من ذوي النفوذ والَّتِي تعتمد عليهم حكومة الثورة في قيامهم بدور الوساطة في أسوأ فترات علاقاتها الخارجية مع الغرب. .مما جعلتها تتغاضى عن كثير من المخالفات القانونية والإجرامية لتلك الجماعة القبطية تلبية لرغبة وطلب حلفائها من أعضاء تلك الجماعة .. ولا نلتمس لحكومة الثورة العذر ولكن كما ذكرنا فهي حكومة غير دينية ولا تعنيها الأمور الدينية حتَّى لو كانت بصدد الإسلام والمسلمين فما بالك بغيرهم .. ورغم استنجاد رجال الكنيسة وأعوان البابا بها إلَّا