أنها خذلتهم وتركت الأمور للأقباط لفض المنازعات فيما بينهم بالأساليب الَّتِي يحددونها على اعتبار أنها مشاكل كنائسية على أن يسعوا للوصول إلى استقرار الكنيسة ..
واختزلت السلطات أعمال تلك الجماعة الإجرامية في قصر القضية على حفنة من الشباب الأقباط النصارى المتورطين في حادث اختطاف بابا الأقباط النصارى يوساب الثاني والذي لا يتعدى عددهم أصابع اليد .. وصدرت الأوامر للصحف بعدم تناولها لتلك الأحداث وأغلق ملف جماعة الأمة القبطية .. وكأن اعضائها والمنتمين لأفكارها الَّتِي وصل عددهم لما يقارب نصف عدد أقباط مصر في ذلك الوقت أي ما يقارب المليون قد تبخروا وانتهوا بمحاكمة تلك الحفنة من الشباب المتورطين .. وورد اسم الراهب متَّى المِسكين (معلم البابا شنودة والأب الروحي له في ذلك الوقت) ضمن الأسماء الَّتِي ورد ذكرها في التحقيقات باعتباره من المدبرين لحادث اقتحام المقر البابوي واختطاف الأنبا يوساب والرأس المحرك لهم .. وقيل أنه شارك بنفسه في العملية الأخيرة مع بعض تلاميذه.
وكانت قيادات تلك الجماعة قد استوعبت الدرس ولم يعد بمقدورها أن تعيد الكرة وترسل الأنبا يوساب لأحد الأديرة حتَّى لا تتكرر مأساة عودته لمقره البابوي مرة أخرى بالتأثير على رهبان الدير .. فقامت بإرساله إلى المستشفى القبطي وهو سليما معافى واحتجزته في جناح خاص أعد لإقامته بالمستشفى تحت حراسة مشددة من رهبان وأعضاء من تلك الجماعة بزعم أنه بحاجة إلى العلاج للتغطية على مجريات الأمور وفي غياب القانون جاهلا أو عن عمد .. ولكن وقفت قوانين الكنيسة عقبه والَّتِي لا تسمح بتنصيب بطريركا جديدا في وجود البطريرك السابق على قيد الحياة إلَّا في حالة اعتزاله عن كرسي البابوية بإرادته ودون أي ضغوط .. كما تصدى أتباع الكنيسة من الأقباط النصارى بقوة لأي محاولة لتنصيب بابا جديد في حياة الأنبا يوساب والَّتِي تربطهم به علاقة ومحبة روحانية كبيرة ..
وخوفا من أن تفقد جماعة الأمة القبطية شعبيتها في المجتمع القبطي فقد فضلوا أن يبقى الحال على ما هو عليه وتستمر إدارة الكنيسة باللجنة الكنائسية الَّتِي تم تشكيلها لحين شفاء البابا حسب مزاعمهم ...
وتمضى الأيام طويلة ثقيلة على قيادات الأمة القبطية. . والأنبا يوساب بصحة جسمانية ونفسية جيدة .. والأوضاع تسير برؤية مستقبلية غامضة وخطوات مشلولة ...
ظل الأنبا يوساب متحفظا عليه في جناح أعد له بالمستشفى القبطي .. أعزل وحيدا تحت اجراءات مشددة من قبل رهبان جماعة الأمة القبطية ومنع مساعديه وكثير من رعايا الكنيسة وحتى أطباء وهيئة التمريض بالمستشفى من التردد عليه