وأمام إصرار بعض من الاطباء الشباب على التحقق من حالته وتصعيد الموقف إذا استدعى الأمر لجأ الكهنة بمساندة إدارة المستشفى إلى حيلة بادعاء أن الأمر يتطلب نقله إلى مقره البابوي حتَّى لو كان في حالة احتضار لاجراء المراسم التكريمية والدينية الَّتِي تليق بمكانته الدينية .. بينما عم الحزن كل الأقباط النصارى من رعايا الكنيسة ونقل الأنبا يوساب ليعيدوه جالسا ميتا على كرسي البابوية الذي انتزع منه انتزاعا ..
ويؤكد البعض أنه فور انقضاء مدة إلقاء النظرة عليه وإقامة الصلوات والقداس وغيرها من الشعائر تم أخذه للداخل بصحبة عدد قليل من الكهنة والرهبان وتم إخفاء الجثمان فترة .. ثم خرج الصندوق محمولا لاستكمال مراسم دفنه .. وحتى المشهد الأخير تناثرت عليه الأقاويل فمن رجال الدين المواليين له أكدوا على أن المرافقين له من أعضاء تلك الجماعة بالمستشفى لم تكن لديهم الجراة على تصفيته جسديا وكان أن لجأوا مع بعض الأطباء المواليين للجماعة إلى تخديره وبعد انقضاء المراسم نقل إلى منفاه الأخير بأحد الأديرة البعيدة جدا بالبحر الأحمر والخاصة برهبان الجماعة .. وأشار بعض رجال الدين المشلوحين حاليا أنه ما زال إلى الآن على قيد الحياه وأنه من المعمرين تعدى المائة بسنوات .. . ومؤكدين أيضًا على أن الكثير من رهبان جماعة الأمة القبطية وقياداتها الذين يديرون الكنيسة الحالية في الخفاء ما زال بعضهم على قيد الحياه أيضًا يقيمون بأديرة الصحراء الغربية البعيدة وليس فقط وادي النطرون والبعض منهم بأديرة الواحات .. مؤكدين على أن أحدا من قيادات الكنيسة الحالية لا يستطيع اتخاذ قرارات إلَّا بالرجوع إليهم .. وهذا يفسر هروب الأنبا شنودة واختفائه في أديرة وادي النطرون والصحراء الغربية وقت الأزمات ..
وبنهاية فترة حكم الأنبا يوساب الثاني بتلك النهاية المأساوية .. تتوالى الأحداث الأكثر غرابة بتتطورات سريعة متلاحقة أبطالها جميعًا من أعضاء تلك الجماعة .. وممن هم أعداء البابا يوساب والذي اتخذ بشأنهم قرارات بعزلهم وطردهم من الأديرة وسحب الاعتراف بالأديرة الخاصة بهم .. وظهرت نفوذ تلك الجماعة بقوة .. فلفقت الأوراق وسحبت المستندات والأقوال وتم تبرئة الراهب متَّى المِسكين من قضية خطف البابا وحذف اسمه ..
وليشهد عام ١٩٥٤ عقب حادثة أختطاف البابا يوساب دخول نظير جيد سلك الرهبانية ليتخذ اسم الراهب أنطونيوس السرياني بعد أن منع طيلة السنوات الماضية في فترة حكم الأنبا يوساب من الموافقة على الاعتراف به كراهب أو قبوله بأحد الأديرة .. والذي حارب من أجل الحصول عليه ليتهيأ لدور رسمته له جماعة الأمة القبطية في المستقبل حيث لا تسمح قوانين الكنيسة بتعيين العلمانيين لمناصب كنائسية قيادية إلَّا بعد أن يمكثوا عدد من السنوات في سلك الرهبانية بأحد الأديرة .. وهذا ما لم يمكنه له الأنبا يوساب طيلة فترة ولايته .. حيث سيصبح نظير جيد خريج كلية الآداب قسم التاريخ