ورغم رفض إدارة الدير عودته وعدم التراجع عن قرارها .. لكنه كان أكثر إصرارًا منهم على أن يستمر في سلك الرهبانيه .. ولم ييأس وقرر الانتقال إلى أحد أديرة سوهاج .. ليبدأ ويعيد الكرة من جديد بإظهار الولاء والطاعة لقيادات الدير والالتزام بقوانينه .. لتكون تلك الفترة بدير سوهاج من العلامات الهامة في حياته .. حيث استطاع بعض رهبان الدير من قياداته المتمرسين في الأمور الكهنوتية وأسرارها وبحكم خبرتهم وعلمهم أن يكشفوا عن الكثير من ملامحه الشخصية المستترة وتعرية حقيقته والكشف عن بعض انتماءاته الفكرية
في سوهاج تكررت نفس تفاصيل تجربة الراهب مينا البراموسي (عازر يوسف عطا سابقا) في دير السيدة العذراء .. حيث اعيدت الكرة بتفاصيلها وإذا بالراهب مينا يجمع حوله مجموعة من الرهبان في جلسات وحوارات أشبه بالسرية .. وكان أن حدثت العديد من المشاكل داخل دير السيدة العذراء لرفض إدارة الدير عودة الراهب مينا .. الأمر الذي أثار الكثير من علامات الاستفهام حول شدة ولاء تلك المجموعة من الرهبان له لدرجة تمردهم على قرارات الدير بشأن الراهب مينا ..
وإذا بمجموعة من الرهبان بدير سوهاج (دير الأنبا شنودة المسمى باسم أحد الرهبان القدامى والذي اختار الأنبا شنودة حاليا نفس الاسم) يلتفون حول الراهب مينا مظهرين ولاءا شديدا له ..
الأمر الذي أخذ بمسئولى الدير لمحاولة تحليل مقومات هذا التأثير الذي يتمتع به الراهب مينا .. ولم يكن بالعسير على كبار رهبان الدير بسوهاج المتمرسين في المسائل الكهنوتية وأسرارها ومداخلها ومخارجها وخباياها على كشف سر استحواذ الراهب مينا البراموسي على عقول ونفوس تلك المجموعة من الرهبان حتَّى باتوا مطيعين منفذين لكل أوامره في فترة وجيزة ..
ومن خلال جلسات انفرادية له مع قياديّ الدير وتفحصهم لأسلوبه في الحوار والردود والاستماع وجدوه على درجة عالية جدا من التدريب على درب من دروب السحر .. وهو استخدام العين في التأثير على المتلقي والمستمع .. والنفوذ الي نفسه والاستحواذ عليه وإضعافه للتمكن منه والسيطرة على فكره وقراراته دون أن يشعر بتلك المراحل .. وهي طريقة معروفة في السلك الكهنوتي واستخدمها كهنة اليهود قديما وما زالوا .. ولها علومها وخطواتها وتدريباتها .. وهي الَّتِي استخدمها الراهب راسبوتين في السيطرة على الكنيسة الأرثوذكسية لقيصرة روسيا وحتى على قصورها .. وهي من كتب السحر المتوارثة عن اليهود وكهنة المعابد الوثنييين حيث لهم عدة طرق من دروب السحر في السيطرة على أتباعهم .. وأيضًا سحرة التنويم المغناطيسي ..