وكان هذا المفهوم أشبه بالعصا السحرية الَّتِي جعلت رجال الكنيسة يسيطرون على كل أحوال الأقباط النصارى وتحريكم بخيوط أفكارهم وتعاليمهم العنصرية المنحرفة عن المسيحية كما يحرك اللاعب المحترف العرائس والدمى .. ولم يعد لأحد الجرأة على الاعتراض والبوح بمكنون صدره أو رفضة لبعض ممارسات الكنيسة وتعاليمها المبتدعة والمستحدثة والَّتِي لم يألفوها من آبائهم القدامى ..
وإذا كان بابا الأقباط النصارى كيرلس السادس وحاشيته استطاعوا السيطرة على عقول والباب الكثير من الأقباط النصارى .. لكنهم عجزوا عن إقناع البعض بأساليبهم .. فالرافضين لمنهجهم يعلمون أن الصالحين لا يعلنون عن كراماتهم ولا يستعرضونها ولا يفتنون بها البسطاء .. السحرة فقط هم الذين يقومون بتلك الأفعال والاستعراضات اما أصحاب الكرامات فهي تأتيهم دون أن يطلبوها أو يغرروا بها الاخرين .. ولكن قيادات الكنيسة لا تعترف إلَّا بالنتائج وهم قد نجحوا في السيطرة على الكثير من الأقباط النصارى وبدأوا في اختراق محافظات الصعيد ..
وبتعاليم من بابا الأقباط النصارى كيرلس السادس تم تجنيد أغلب العاملين في سلك الخارجية وغيرهم من المواليين للحكومة لتجميع كل ما يخص أحوال الدولة .. وخصصت أماكن محاطة بكل سبل السرية بالأديرة وبعض الكنائس للعمل لحساب العدو الإسرائيلى وإمداده بالمعلومات الخاصة بالدولة .. بل واستضافت بعض الأديرة والأماكن القبطية الأثرية بسيناء عملاء صهاينة وضمنت لهم الحماية بكل سبل التمويه حيث تخفى البعض منهم في ملابس الرهبان ..
وأديرت حجرات عمليات من داخل الأديرة البعيدة عن العمران في مجاهل الصحراء والبعيدة عن العيون والرقابة .. بل والبعيدة عن أي شك .. حيث استبعدت الدوله إمكانية أن تستغل تلك الأماكن الدينية للتجسس والعمالة الأجنبية .. ولم تنتبه إلى خطورة هذا الاحتمال .. والذي انتبه له قادة الفتح الإسلامي ورجاله من ١٤٠٠ عام وهم الذين فتحوا مصر بقلوب يعمرها الإيمان والحكمة ونور من الله لذا لم يغفلوا عن تلك الأمور ولم تحجب عنهم الحقائق ولا المكايد .. حيث تنبهوا إلى إمكانية استخدام الرهبان لتلك الأديرة والأماكن الَّتِي يقطنوها بمجاهل الصحراء في القيام بأفعال إجرامية لإخفاء أعدائهم والتخلص منهم .. لذا كانت تلك الأديرة تخضع لتفتيش مفاجىء من قبل نظام الدولة .. وكان لابد لكل كنيسة أو دير أن تدون عدد وأسماء القائمين والمقيمين بها وتتبع أحوالهم من فترة إلى أخرى وضرورة الإعلان عن أي حالة وفاة بالدير قبل دفنها .. وتحديد مساحة وتصميم وعدد الحجرات الملحقة بكل دير وكنيسة أو صومعة .. والمصداقية في كل تلك المعلومات والكذب أو الحجب أو التضليل في تلك البيانات يؤدى إلى سحب الاعتراف بالدير أو الكنيسة وإخلائها من رهبانها .. وتضمنت تلك الاحكام والمواثيق مع أهل الكتاب إلزام المقيمين بالكنائس والأديرة بمعاهدات تضمن لهم الحماية والأمان بشروط تلزم أي كتابي بعدم تقديم أي عون أو حماية لأعداء المسلمين وعدم استخدام أماكنهم أو كنائسهم وأديرتهم لغير