وكلها من الأمور المعروفة الَّتِي يلجأ إليها السحرة والعاملين بالسيرك .. للاستحواذ على العيون وإشغال العقول بالاهتمام والنظر إلى أمور ليست من الدين فيسهل على رجال الكنيسة التمكن من عقول وكيان الحضور وتهيأتهم لاستقبال أي تعاليم والسيطرة الكاملة عليهم .. وترسيخ مفهوم الإيمان برجال الكنيسة لحد أشبه بالربوبية وإظهار الطاعة لهم لحد العبودية ..
وهي الأمور الَّتِي استنكرها بعض المنشقين عن الكنيسة المتحولين للعقيدة المسيحية للبروتوستانت .. حيث يتعجب أتباع الكنيسة الغربية لظهور رجال الكنيسة القبطية بكل هذا الكم من البهرجة والزغللة للأعين والألوان البراقة والملابس المكلفة والباهظة المذهبة وتلك التيجان الضخمة المتنوعة المبهرة .. والَّتِي لا تتناسب جميعها مع روح المسيحية والزهد في الأمور الدنيوية والتطلع إلى ملكوت السماء .. ولا تليق برهبان ادعوا تركهم لمباهج الحياه وكرههم للأضواء والشهرة .. وبتلك الأمور الَّتِي عمت كنائس الأقباط النصارى انتقلت العدوى لبعض الأديرة وسيطر رجال البابا على الكنيسة بالاشتغال على رعاياهم بتلك السلوك الكهنوتية اليهودية الآخذة بأمور السحر والعاملة بها.
تمكن بابا الأقباط النصارى كيرلس السادس والممثل لجماعة الأمة القبطية من السيطرة على أغلب أمور الكنيسة ورعاياها رغم استمرار وجود القلة المعارضين له .. وغرس مفهوم الإخلاص للكنيسة أكثر من الإخلاص للعائلة لأن الإخلاص والولاء للكنيسة ورجالها هو إخلاص للرب .. وساد هذ المفهوم الذي رسخه أسقف التعليم الراهب أنطونيوس السرياني (بابا الأقباط النصارى شنودة فيما بعد) في عقول الشباب ورعايا الكنيسة وخاصة الصغار الذين رضعوا سموم فكره وفكر جماعته العنصرية وترعرعوا على تلك التعاليم المرتدة عن المسيحية. .
حتى إنه لم تعد هناك خصوصيات ولا أسرار أسرية ولا عائلية من أمور الأقباط النصارى تخفى على الكنيسة .. في الاعتراف الأسبوعي للكنيسة الكل يبوح بأدق الأسرار .. والكنيسة تفندها وتحللها وتنظر إذا كان من تلك الأسرار ما يضر بمصالحها وسطوتها فتراجع أصحابها وتواجههم وعليهم الاعتذار للكنيسة ورجالها والتوبه والخضوع لأوامر آبائهم وإلَّا تعرضوا لعقوبات تتدرج من حرمانهم من البركات وأسرار الكنيسة السبع ثم من الصلوات ومن حضور القداس وتصل إلى حرمانهم من الاعتراف بهم وإقامة الصلوات الجنائزية والقداس عند وفاتهم .. وفي بعض الأمور الَّتِي يجد رجال الكنيسة أن هناك خطورة على الكنيسة لا تحتمل العقوبات والتأجيل فإن رهبان الكنيسة وقياداتها يتخذون قرارات بنفي أي قبطي للأديرة وقد يعرض للتصفية الجسدية ..
لذا نشأت أجيال من عهد كيرلس السادس إلى الآن على مفهوم الولاء للكنيسة وآبائهم الكهنة ثم الولاء للأسرة ..