للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ورضخ عبد الناصر البطل القائد الهمام لأوامر بابا الأقباط النصارى ووافق على إنشاء مبنى جديد للكاتدرائية القبطية خصصت لها مساحات كبيرة واختير لها أفضل المواقع في قلب العاصمة وتحملت الدولة من ميزانيتها كافة تكاليف وإنشاء وديكورات تلك الكاتدرائية ..

كيرلس السادس وعبد الناصر وهيلاسيلاسي (إمبراطور إثيوبيا الأرثوذكسي) في حفل افتتاح الكاتدرائية المرقصية بالعباسية ١٩٦٨.

رضخ عبد الناصر لسلطان بابا الأقباط النصارى ضاربا بعرض الحائط كافة المواثيق والعهود الَّتِي أبرمها رجال الكنيسة القبطية مع السلف الصالح من المجاهدين العظماء الذين فتحوا مصر بنور الإسلام .. وكانت أولى بوادر نقض العهود مع المسلمين والَّتِي دامت كل سنوات الخلافة الإسلامية باختلاف ولاتها وتنوع عصورها حتَّى في أشدّ مراحل ضعف المسلمين وحروبهم مع أعداءهم من الغزاه لم يجرؤ كتابي من أتباع الملل الأخرى بكافة كنائسها من يهود ونصارى على اخضاع الولاه لمطالبهم .. ولا موالاة أعدائهم من الغزاه ولا تصوروا مجرد تصور إمكانية ممارسة الضغوط على نظام الحكم حتَّى في عهود الاستعمار .. لأن كهنة الكنيسة على مر العصور الإسلامية كانوا على يقين بقدر التزام ولاة أمور مصر للإسلام وإعزازهم له .. وما كانوا ليفرطوا في ذرة من عزته وسيادته على أرض أخضعها الفاتحون لله الواحد القهار الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ..

<<  <   >  >>