واستطاع كيرلس السادس بمساعدة أعضاء الجماعة من ذوي المناصب المقربين والمدللين من الحكومة أن يعين الكثير من الأقباط النصارى في السلك الدبلوماسي والخارجية ..
ولم يكن الأمر بالصعب حيث سنحت لهم الفرص لأن تكون لهم الأولوية في العمل بقنصليات وسفارات الدول وخاصة تلك الَّتِي تستعين بهم للقيام بدور الوساطة مع الحكومة المصرية والَّتِي تحتفظ مع أعضاء الجماعة بصداقات قوية .. مما كان له أسوأ الأثر في توسيع الفجوة بين الحكومة والغرب .. وبالتالى الإضرار بصورة المسلمين لدى الغرب وكذلك تشويه صورة الغرب لدى المسلمين ..
فهم يعملون بازدواجية شيطانية .. التظاهر بالوطنية والولاء للمسلمين ..
ومن جهة الغرب يتظاهرون بمسيحيتهم المزيفة الَّتِي تجعلهم الأقرب لهم من المسلمين رغم كم العداء الذي تكنه الكنيسة القبطية للكنائس الغربية وتكفير كل منهم للآخر ..
وباحتكار الأقباط النصارى لتلك الوظائف الهامة والحساسة بالخارجية والقنصليات والسفارات الأجنبية بالإضافة إلى مشاعر العنصرية والكراهية للحكومة والغرب جعلتهم يقومون بدور العمالة الجاسوسية المزدوجة لنقل المعلومات الهامة وتسريب الأسرار السياسية والخاصة بشئون البلاد وكذلك السفارات ..
وبمكر وخبث شديد وسرية تامة ألم أعضاء الجماعة وقياداتها بكل الوثائق والأوراق الهامة وتمكنوا من التحكم في حجم ونوعية الأسرار الَّتِي يجب تسريبها في الوقت المناسب لإشعال الفتن والحروب بين البلاد والغرب ..
ولم تكن تلك الجماعة العنصرية لتسمح بتقريب وجهات النظر بين الحكومة والجهات الغربية حتَّى لا ينتهي دورها وأهميتها بالنسبة للجهتين وحاجة كل منهما لخدمات أعضائها للقيام بهمزة الوصل والوساطة ..
وبضغوط من أعضاء الجماعة ومكافئة من الحكومة لهم أعلن الرئيس عبد الناصر عام ١٩٦١ أن الأقباط النصارى الأرثوذكس هم فقط الذي يحق لهم تمثيل مسيحي مصر في المؤتمرات الكنسية العالمية خارج البلاد .. دون غيرهم من الكنائس والملل المسيحية الأخرى بمصر .. وكان هذا مكسبا كبيرا حققه بابا الأقباط النصارى كيرلس السادس .. رفع من أسهمه ومحبة الأقباط النصارى له .. وأحزن الكنائس المسيحية الأخرى بمصر كالكاثوليكية والإنجيليه وغيرها .. واعتبر ظلم من الدولة وتجاهل منها لحقوق تلك الكنائس المسيحية واقتصار الاعتراف على الكنيسة القبطية خارج البلاد .. مما كان له أسوأ الأثر في تباعد الدولة والغرب الكاثوليكي والبروتوستانتي وكذلك الأرثوذكسي من الطوائف الأخرى .. واتساع فجوة العداء بينهما .. وتحقيق مكاسب للأقباط على حساب المصلحة العليا للبلاد.