للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان على بابا الأقباط النصارى كيرلس السادس بعد أن استتبت الأمور لجماعة الأمة القبطية بتولى مقاليد حكم الكنيسة القبطية تحت زعامته الصورية أن يبدأ بمحو كلمة جماعة الأمة القبطية من الذاكرة .. لاداعي ولا مبرر للفصل بين الجماعة والكنيسة بعد أن أصبحت الكنيسة تدار بفكر وتعاليم الجماعة .. ولم يدخر جهدا ولا وقتا بمعاونة مساعدية لبسط نفوذ تلك الجماعة الإجرامية على كنائس مصر ..

وكأنهم كانوا جميعًا في سباق مع الزمن لتحقيق أكبر إنجازات لصالح أهداف الجماعة ..

وبفعل السحر تمكنت تلك البطانه الكهنوتية من حاشية كيرلس السادس من محو اسم الجماعة وحتى أسماء البابوات السابقين وصورهم وكل ما يتعلق في أذهان رعايا الكنيسة الأقباط النصارى من ذكريات لكل الفترة السابقة للبابا كيرلس السادس .. وكأن تاريخ الكنيسة القبطية يبدأ من عهد توليه حكم الكنيسة ..

وكان مفعول السحر أقوى من أي ذاكرة حتَّى لم يعد أحد يردد أي اسم أو ذكرى أو صورة للبابا يوساب الثاني رغم كل الولع والمحبة الَّتِي ملأت قلوبهم عهد ولايته .. وبرغم كل البكاء والنواح الذي ودعوه به ..

والغريب في الأمر إنه إلى الآن يعرف الصغار قبل الكبار من الأقباط النصارى من هو البابا كيرلس السادس ولا يخلو بيت من بيوت الأقباط النصارى الحاليين من صورة لكيرلس السادس وأخرى للأنبا شنودة .. ومع ذلك فإن الأقباط النصارى الذين تعدوا الخمسين ليس لديهم أي معلومة عن اسم أو صورة بابا الكنيسة قبل كيرلس السادس ..

غسلت العقول ومسحت منها كل ذكريات الكنيسة .. وتابع بابا الأقباط النصارى حملته في عزل رجال الكنيسة القدامى ونفيهم إلى الأديرة بالقوة وفي استمرار غياب القانون جاهلا ومتجاهلا .. وبمؤازرة أتباع الكنيسة من ذوي النفوذ والعلاقات المتينة مع الحكومة .. واستبدل نسبة كبيرة رجال الكنيسة بآخريين من الرهبان والشمامسة والقسيسين المواليين للبابا الجديد وجماعته ..

واستمر بكل إخلاص في تنفيذ كل أوامر وتعاليم قياداته من رهبان الجماعة المتطرفة والمرتدة عن التعاليم المسيحية والمقيمين بأديرة وادي النطرون والواحات .. والذين يديرون الكنيسة إلى الآن بتوجيهاتم وتعاليمهم ..

ولكن استعصى صعيد مصر بكنائسه وأديرته على البابا ما عدا المنيا وسوهاج واسيوط والَّتِي لم تستسلم كلها لإدارة البابا الممثل لجماعة الأمة القبطية .. وما زال إلى الآن وإلى وقت قريب ترفض بعض الكنائس والأديرة بصعيد مصر الخضوع لأوامر الأنبا شنودة والولاء له ..

وهذا ما يفسر خوف بابا الأقباط النصارى شنودة من القيام بجولات داخل الصعيد وزيارة أديرتها .. وهو الذي يطوف بكنائس الأقباط النصارى بكل بلدان العالم حتَّى الصغيرة منها في جميع أنحاء المعمورة كما يسميها خارج مصر ..

<<  <   >  >>