وصلاتها وطقوسها ومواعيد خاصة بأعيادها وشعائرها تختلف عن الكنيسة الأخرى .. وكل منهم تتدعي تمثيلها للمسيح والمسيحية .. بل ويكفر كل منهم الاخر ويتهمه بالتحريف والخروج عن تعاليم المسيح .. كما أن كلًّا منها لها نظرتها المستقلة في لاهوت السيد المسيح .. والمستوحاه من نصوص إنجيلها التابع لكنيستها ..
فمنهم من يعبده كإله ومنهم من يعبده كابن للإله ويشركه في الألوهيه .. ومنهم من يعتبر الآب إله السماء والابن إله الأرض .. وكنائس أخرى تعتبره ابن البشر (مريم) ولا يرتقي لمرتبه الألوهية .. وآراء كثيرة مختلفة في صلب العقيدة والَّتِي لا تقل في جوهرها عن خلافاتهم مع الإسلام .. غير أن الجميع يدعي المسيحية .. وهكذا نظرتهم للسيدة العذراء اختلفت نظرة تلك الكنائس لها فمنهم من اعتبرها إلهة أم للإله ومن اعتبرها بشر أم للرب .. ومنهم من اعتبرها أم لابن الرب .. وهكذا اختلف جوهر العقيدة بينهم وكذلك صلواتهم وأعيادهم ومواقيت قداس كل منهم .. لذا كانت نظرة الكنيسة الاثيوبية لفكرة مقاطعة الذهاب إلى القدس مرفوضة حتَّى لا يضيع نفوذ وسلطان الكنيسة المتواجدة بالقدس والممثلة لهم .. واتفق معهم جميع الآباء المطارنة إلى عهد يوساب الثاني .. وكان يستشهد بتمسك المسلمين بالأقصى على مدى العصور حتَّى أثناء وقوعه تحت أيدي الصليبين ..
لم تكن مساعدة الكنيسة القبطية لليهود في الستينات نابعة عن حب وصداقة ولكن كراهية لهم وللمسلمين .. وهم العاملين بمبدأ الجماعة (اطعن عدوك بعدو لكما) .. فكان لابد من طعن المسلمين بخنجر اليهود .. لا يهم من المنتصر والمهزوم المهم إلحاق خسائر بالاثنين مهما تفاوتت حجم الخسائر ...
وبينما بكت مصر أبناءها ومصيبتها وخسارتها الفادحة .. هللت الجماعة وكنيستها القبطية وتبادلوا التهاني في سرية إعلانا بفرحتهم لانتكاسة المسلمين آملين دخول اليهود للعمق بالأراضي المصرية ..
بل وأعلنت بعض الكنائس عن فرحتها بدق الأجراس والَّتِي لم يفهم المسلمون مغزاها.
خرجت مصر من النكسة تجر أذيال الهزيمة وتنعي أبناءها ورجالها وتضمد جراحها إثر هزة وصدمة عنيفة هزت كيان مصر كلها بل والأمة العربية وافقدت المصريين الثقة في أنفسهم وفي قادتهم المضللين وزعامتهم الواهية وأجهزة إعلام بارعة في سرد الأوهام والأكاذيب ..
لطمة قوية افاقت مصر من سكرتها بعد أن سادتها الأهواء والشعارات والحفلات والفن .. لم تكن مجرد هزيمة عسكرية بل مهزلة بكل المقاييس .. الوضع لا يحتمل السكوت على تفاصيلها. . أصبحت الدولة بلا جيش .. بلا حماية .. عارية بلا غطاء .. والعدو على بضع كيلو مترات من العاصمة أوقفه الحذر من التوغل والزحف وسط تكدس سكاني قد