يعرض جنوده للخطر .. قيادات العدو تخشى على جنودها من سكان ومواطنين عزل وتضع احتمال تعرض جنودها لمخاطر الاندساس وسط تجمعات وبلاد تعداد سكانها كبير .. وقيادات الحكومة والجيش المصرى ألقت بفلذة اكبادها من خيرة شبابها ورجالها وجنودها العسكريين في جحيم دون حرب أو قتال أو حتَّى اطلاق رصاصة .. في ستة أيام قضى العدو على جميع المطارات والمنشآت العسكرية الهامة والفرعية وكثير من المؤسسات الهامة .. بل ودمرت بلاد وهجر مواطنيها وسلبت الأراضي بلا حرب وشرد الآلاف من أبنائنا في مجاهل الصحراء بلا عتاد ولا مأوى ولا قيادة حكيمة ..
قيادات انشغلت بجوائز الفنانين والأدباء والشعارات والخطابات والثقافة الاشتراكية وحفلات أضواء المدينة عن مسئولياتها وأماناتها ..
فاقت هزيمة مصر في الخسائر البشرية والإنشائية والأراضي كل التوقعات وفاقت حتَّى أحلام العدو وكل التصورات ..
دخل الحزن والنواح كل بيت وغرقت العيون بالدموع كما غرقت البلاد بدماء آلاف القتلى بلا حرب .. كل تلك الأحداث وما زالت بعض أجراس الكنائس تقرع .. من فرط سعادتها لا تستطيع تأجيل مشاعر الفرح والشماتة ..
ووسط استغراب المواطنين الذين لم يألفوا هذا المسلك والذي فسر بمكر ودهاء قيادات الكنيسة على أنه تعبير عن الحزن ..
ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه ولحفظ ماء الوجه قامت الحكومة المصرية بحملة عزل ومحاكمات لبعض أجهزة الدولة في الجيش والمخابرات .. والَّتِي كشفت عن كم هائل من الفساد وانحراف تلك الأجهزة الهامة لحماية البلاد وانشغالها بساقطات الفن وحفلات ماجنة .. حيث تفرغ كبير مسئولى المخابرات للإعداد لتلك الحفلات للترفيه عن القادة الهمام وزوارهم .. وذاعت أسماء المتورطين في هذا الفساد من القائد الأعلى للجيش عبد الحكيم عامر وبطانته إلى صلاح نصر وقيادات مخابرات الدولة وأسماء محظوظيهم من الفنانات برلنتي عبد الحميد ووردة واعتماد خورشيد الَّتِي فضحت أحوال البلاد تلك الفترة في شهادتها أثناء المحاكمات وكذلك في كتابها الذي طبع بالثمانينات .. بل وأزلفت أسماء كبار الفن في العالم العربي مثل كوكب الشرّ أم كلثوم وحفلاتها المكثفة الَّتِي سبقت الهزيمة بأيام وسكرت قادة جيوش مصر وحكومتها ..
حدثت تغيرات بأجهزة الدولة وعينت لها قيادات جديدة للمخابرات بدأت بكل همة فك رموز وشفرات الهزيمة وكل ما يتعلق بها أسبابها ودوافعها وتحليل مجريات أحداثها .. وتبين أن الأهداف العسكرية والمدنية الَّتِي ضربت شملت مواقع ومنشآت لا يمكن رصدها ولا علمها إلَّا بعيون كثيرة متواجدة داخل البلاد .. ولا يكفي للحصول على المعلومات الخاصة بها حفنة من العملاء والجواسيس. .