فالضربات تعدت سيناء والقناة إلى العمق الاستراتيجى للبلاد متوجهه إلى الأهداف بطلعات جوية واعية مؤكدة لها الأهداف دون أي احتمال للخطأ .. بل إن توقيت الضربات كان يتزامن مع حفلات وانشغالات خاصة بقادة النظام والجيش لا يلم بتفاصيلها إلَّا عيون كثيرة للعدو من المقربين للسلطة .. كما أن بعض المنشآت الَّتِي ضربت كانت في عمق وتواجد داخل البلاد لا يكشفها ولا يميزها عن المنشآت المحيطة بها أي مسح جوي مهما كانت دقة خرائطه إلَّا إذا كان على وعي تام بالمكان من مصادر أرضية تحدد له مكان الهدف ..
كثرت الألغاز ووضعت الشكوك محل اهتمام ودراسة .. فلإحداث هزيمة بهذا الحجم والدقة في إصابة الأهداف لابد أن يحتاج الأمر لمجموعات كبيرة العدد منظمة ومنتشرة داخل البلاد ..
درست أجهزة المخابرات بعناية ردود فعل الهزيمة في الشارع المصرى .. ورفعت تقييم عن ملامح الحزن على الوجوه .. والذين كشف عن مشاعر زائفة للحزن على وجوه نسبة ليست محل تجاهل من الأقباط النصارى تسبقها نظرات فرح وشماتة تنطلق من العيون وتكاد تنطق بها الشفاه بل وتتناقلها الهمسات في المجتمعات القبطية كلما اثيرت مواضيع تتعلق بالهزيمة ..
وضعت الكنائس على اختلاف الملل وأماكن العبادة الخاصة بالأقليات بما فيهم اليهود تحت المراقبة الشديدة .. وقد كانت كنائس الأجانب واليهود ورعاياهم موضوعة تحت المراقبة الشديد ةخاصة بعد قيام الثورة الَّتِي اتخذت موقفا معاديا للاتجاه الغربي وحفاظا على أمنها لاعتقادها بولاء بقايا الأجانب ورعايا الكنائس التبشيرية للاستعمار ..
الجديد الذي أضيف للمراقبة هو الكنائس القبطية الأرثوذكسية والمناطق الأثرية وغيرها الخاصة بهم ..
ومع استمرار الضربات الجوية المتقطعة للعدو واستهدافها لمنشآت حيوية بعمق البلاد أزاحت أجهزة المخابرات الغموض وكشفت عن تواجد أجهزة تجسس بكنائس بالعاصمة وعدد من كنائس المحافظات بالوجه البحرى ومنها المنصورة وطنطا والقليوبية والزقازيق ..
وتبين استخدام رجال تلك الكنائس للأجهزة بحجرات خاصة ومواضع بالكنيسة وصفت على أنها مقدسة لا يدخلها العامة؛ فقط رجال الكنيسة ..
وقبض على بعض رجال الكنائس القبطية في حالة تلبس وسجلت ترددات الأجهزة ..
وعلى إثر اعتقالهم والقبض عليهم تناثرت الأخبار وطافت كل مصر وتناولت الصحافة بعضها ..
وصدم المسلمون المصريون صدمة شديدة كان لها الأثر السيء في رؤيتهم للأقباط حيث تبدلت مفاهيم الثقة واستبدل بالشك والحذر ..