للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذهل أيضًا كثير من الأقباط النصارى من تورط رجال الكنيسة في تلك الأمور ..

ولم يتصور بعضهم أن يصل الحال بالكنيسة لهذا الحد ..

واستنكر كثير من المتدينين والمعترضين على سياسة البابا تورط كهنة وآباء من المفترض أنهم يعملون لخدمة الرب في جرائم تصل لحد الخيانة وهذا لا يليق بالتعاليم المسيحية الَّتِي يؤمنون بها ويؤتمنون عليها .. ووضع كثير من الأقباط النصارى في موقف حرج وأسف لأفعال بعض آبائهم بالكنيسة والَّتِي وصفت على أنها أفعال غبية غير مسئولة تضر بمصالح الأقباط النصارى قبل المسلمين ..

وزاد الطين قطران ثبوت تورط بعض الأقباط النصارى العاملين بالجيش والخارجية في إمداد العدو بمعلومات لم يكن لتتاح له إلَّا من خلال مواقع هؤلاء الأقباط النصارى الوظيفية وضبطت بحوزتهم على أجهزة تصوير واستخدامات بغرض التجسس والتواصل مع العدو ..

وتلك الأمور والأخطاء الجسيمة الَّتِي وقعت بها الدولة الغير ملتزمة دينيًا وألحقت بالبلاد الخراب والدمار تجنبها السلف الصالح من ولاة أمور المسلمين في عهد الخلافة .. بحظر إلحاق غير المسلمين بالجيش والمراكز والمناصب الهامة بالبلاد تجنبا لحدوث مثل تلك الأعمال الَّتِي قد تدمر البلاد .. والاكتفاء بتولى المسلمين أمور حماية البلاد وإعفاء أهل الكتاب منها مقابل دفعهم الجزية اتباعا لمنهج الله والتزاما بشريعته وهو سبحانه الاعلم بأمور خلقه ..

وبسرعة البرق تناثرت الأقوال وزادتها الشائعات قصص وروايات جسمت من هول الصدمة ..

الوضع أصبح مؤسف وصدمة لا يحتملها مجتمع عاش أبنائه مسلمين ونصارى في وئام ومودَّة ..

تغييرات وتطورات لم يعهدها المسلمون من الأقباط النصارى على مدى قرون طويلة جمعتهم الجيرة والصحبة والأفراح والأحزان ومعايش وأعمال وتجارات ومعاملات مشتركة على مر تلك السنين ..

الوضع مؤسف ومخجل ومريب وصدمة للأقباط الملتزمين قبل المسلمين والذي وصل بالبعض إلى الهجرة خارج البلاد على أن يظل في جيرة وصحبة محل شكوك واتهام ..

ولأول مرة تحدث بداية حقيقية لتصدع في كيان المجتمع المصرى قد يصل بالبلاد إلى حدوث فتنه بين المسلمين والأقباط النصارى .. الأمر الذي تطلب تدخلا سريعا من أجهزة الدولة والكنيسة لتدارك الموقف وإصلاح الأمور ..

<<  <   >  >>