استخدم كل وسائل التعذيب والَّتِي وصلت لحد الإبادة ضد كل الرموز الإسلامية المخلصة وضد كل التوجهات الإسلامية وعلى القائمة كان الإخوان المسلمون الذين عانوا منه ما لا يوصف من صنوف العذاب ..
ولكن لا نلتمس لهم الاعذار وبمصر الآلاف من علماء الأزهر ..
كيف يصل الحال بجنود الله لهذا الحد من الخنوع والخضوع والاستسلام لأهواء زعماء ثقافات شيطانية اشتراكية وديمقراطية وعلمانية {إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً} ..
ما الحال الذي يمكن أن تصير إليه البلاد لو انقاد جنود الله والمؤتمنون على الإسلام وراء كل تلك التيارات المعادية والكارهة له .. حتما وأكيد سيضيع إسلامنا كما ضاع بالأندلس وما تركيا عنا ببعيد ..
وللحق والتاريخ أيضًا لم يكن هذا الخوف والاستسلام حال كل العلماء بل كانت هناك جبهة قوية بإيمانها وبربها من خيرة العلماء ورغم قلة عددهم إلَّا أنهم لم يدخروا جهد ولا تضحية وكل ما استطاعوا من قوة في سبيل إظهار الحق وإزهاق الباطل {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إيماناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} ..
ونشهد لهم امثال الشيخ عبد الحميد كشك وغيره من العلماء نحسبهم جنود الله ولا نزكي على الله أحدًا ..
وكان على بطريرك الأقباط النصارى أن يعيد للأقباط ثقتهم بكنيستهم وبأنفسهم بعد تلك الهزة العنيفة عقب أحداث النكسة .. بفكرة استعادة رفات القديس مرقص من إيطاليا ..
وللقديس مرقص مكانة عظيمة بالنسبة للكنيسة القبطية وهو بمثابة الراعي لها وأول بطريرك رغم أنه مر على موته ١٩ قرنا وتسمى الكنيسة القبطية باسمه .. الكرازة القبطية الأرثوذكسية المرقصية ..
استبدلوا لفظ الكنيسة بالكرازة والمسيحية بلفظ القبطية وحتى التاريخ الميلادي استبدلوه بتاريخ قبطي يبدأ من ٢٨٢ م .. خالفوا الملل المسيحية في كل شيء .. بينما راعي الكنيسة الغربية هو القديس بولس ..
ونجح بابا الأقباط النصارى كيرلس السادس بذكائه في إعادة جمع شمل الكنيسة القبطية ورفع معنوياتها والتفاف رعاياه حوله واعاد لهم ثقتهم بكنيستهم وقيادتها ..
وعمت الاحتفالات بعودة رفات مار مرقص كل الكنائس القبطية ..
وطويت الأحداث ..
وتمضى لأحداث أخرى أكثر منها غرابة وغموضا ..