وهذا يفسر رفض تلك الجماعة لزيارة القدس وهي تحت حكم اليهود .. تلك الفكرة الَّتِي ما زال يتحمس لها شنودة إلى الان ليس بدافع المصالحة الوطنية ولا الانتماء ولا من أجل عيون المسلمين والذي وضعهم وجماعته بنفس قائمة الأعداء .. ولكن إخلاصا منه لفكر تلك الجماعة وعبر عن كراهيته وعدائه لليهود وصلبهم للمسيح وتلك الأيام الآثمة الَّتِي مرت من عمره وهو متجاهلا لهذا الأمر تاركا لثأر ربه بالفتك بالقتله الذين صلبوه كما يعتقد قائلا بأبيات شعر من قصاصته الخاصة:
كيف أنسى فترة الطيش وآثام الصبا .. كيف أنسى الرب مصلوبا وقلبي صالبا
وتتواصل زيارت نظير جيد (شنودة بابا الأقباط النصارى الحالي) وأصدقائه لتلقي الدروس على يد معلمه سعد عزيز (الراهب متَّى المِسكين فيما بعد) أحد أخلص تلامذة الراهب مينا المتوحد (كيرلس السادس بابا الأقباط النصارى السابق لشنودة) ...
وجد نظير جيد (شنودة الثالث حاليا) متعة حقيقية في حياة التمرد الَّتِي أعلنها معلميه الراهب مينا المتوحد وسعد عزيز على تعاليم الكنيسة وعلى بابا الأقباط النصارى وقت ذاك يوساب الثاني .. كما وجد في تلك الخرابات والأماكن المهجورة الَّتِي ينتقل إليها رهبان الجماعة المطرودين ضالته وحريته وتعبيرا عن فكره العلماني المنشأ ورفضه لكل القيود والالتزامات حتَّى لو كانت تخص العقيدة ..
تساوت من رؤيته الأديرة مع تلك الخرابات وعبر بأشعاره عن قناعاته بأبيات:
ليس لي دير فكل البيد والآكام ديرى ........ لا ولا سور فلن يرتاح للأسوار فكرى
أنا طير هائم في الجو لم أشغف بوكرِ ........ أنا في الدنيا طليق في إقامتي وسيري
أنا حر حين أغفو حين أمشي حين أجري ..... وغريب أن أمر الناس شيء غير أمري
وزاد ولع نظير جيد بفكر تلك الجماعة المتمردة ورهبانها حتَّى أنه اعتبر سعد عزيز (الراهب متَّى المِسكين فيما بعد) أبا روحيا له وكتب في مقدمه كتاب انطلاق الروح الذي أصدره فيما بعد نبذة يصف فيها حبه لمعلمه سعد عزيز واعتباره أبا روحانيا له وتأثره بكل منهجه وأفكار جماعته ومعلميه قبل دخولهما سلك الرهبانية ...