وينهي نظير جيد (شنودة الثالث بابا الأقباط النصارى حاليا) فترة الجيش سلاح المشاه ويلتحق بالعمل بالتدريس .. ويظل على مداومته لتلقي الدروس على أيدي معلميه من جماعة الأمة القبطية العنصرية .. وتنفيذا لأوامر قيادات الجماعة كثف من حجم ساعات دراسته الدينية بالكلية الإكليريكية ليتثقف دينيًا .. وزادت نشاطاته الاجتماعية والصحفية بجريدة الآحاد الكنائسية ..
وقدم استقالته من الوظيفة للتفرغ لأهداف الجماعة محاولا بشتَّى الطرق الالتحاق بسلك الرهبانية تمهيدا لاعتلاء مناصب كنائسية مستقبلية ولكن قوبل بالرفض ... وظل على محاولاته المتكررة بكل تصميم ولم يمكنه الأنبا يوساب الثاني ولا حاشيته من الحصول على الموافقة بترسيمه راهب لشكوكهم وعلمهم بانحراف أفكاره العقائدية وعنصريته الَّتِي لم يستطع أن يخفيها .. ففضح بكلماته وأحايثه الَّتِي يتقنها عن مكنون أفكاره وولائه لفكر الجماعة المعادية لتعاليم المسيحية والكنيسة والَّتِي أظهرها على فلتات لسانه .. وكثف نظير جيد من أعماله لخدمة الكنيسة دون جدوى للوصول لهدفه .. وزاد الأمر سوءًا افتضاح أمر معلمه متَّى المِسكين والذي كان أكثر حنكة ودهاء في إخفاء حقيقة انتمائة لفكر الجماعة .. وتم كما ذكرنا من قبل عزله من منصبه القيادي بمطرانية الإسكندرية ..
وأصبح أمر دخول نظير جيد في دخول سلك الرهبانية مستحيلا في حياة يوساب الثاني بابا الأقباط النصارى وقتذاك .. ولم يستطع نظير جيد أن يترهبن إلَّا عام ١٩٥٤ وأصبح اسمه الراهب (أنطونيوس السرياني) نسبة إلى دير السريان الذي شهد كل اجتماعاته ولقاءاته بمعلميه من رهبان الجماعة .. نفس عام اختطاف جماعة الأمة القبطية لبابا الأقباط النصارى يوساب الثاني والذي ورد اسم الراهب متَّى المِسكين وبعض تلاميذة في قوائم المتهمين المدبرين لحادث الاختطاف .. بل وقيل أن الراهب متَّى المِسكين كان العقل المدبر لتلك المؤامرة والمشرف على تنفيذها ..
وعكس ما حدث مع كيرلس السادس عندما ترهبن .. لم يفاجىء أهل نظير جيد بقرار رهبنته .. بل كانوا يلحظون كل أفكاره الغريبة وتطوراته المريبة وشخصيته القاسية العنيدة ..
وما أن أعلنهم بقراره للذهاب إلى الدير حتَّى قال له اخوه (طيب روح مع السلامة) ..
وتمضى الأحداث عهد الأنبا يوساب كما شرحناها من قبل ... ويعلن فتح باب الترشيح لمنصب البابا بعد خلو كرسي البابوية والنهاية المأساوية لبابا الأقباط النصارى يوساب الثاني والَّتِي شرحناها بالتفصيل .. ثم ترشيح رهبان الجماعة للراهب متَّى المِسكين والأنبا شنودة ولكن شروط الترشيح أبعدتهما بل كان ترشيح نظير جيد شيء غريب ومستبعد بكل المقاييس حيث لا يملك أي تاريخ رهباني ولا ديني بالإضافة إلى صغر سنه ..