للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كيرلس السادس لم يكن آباء ساويرس وأبادير ومينا وكيروسيز وغيرهم ممن يحتكرون اقتصاد مصر يملكون تكاليف إنشاء كاتدرائية الأقباط النصارى بالقاهرة وهم الذين شاعت أسمائهم الآن في عالم الاقتصاد والمال والبورصات العالمية ..

لم يكن آباءهم واعمامهم وأجدادهم وكل عائلاتهم وعائلات جيرانهم وأقاربهم وأحبائهم وخلانهم يمتلكون حتَّى بضعة آلاف من الجنيهات للمساهمة ولو في ديكورات الكاتدرائية والَّتِي مولت تكاليف إنشائها حكومة عبد الناصر والذي استمر العمل بها سنوات إلى بداية السبعينيات عهد شنودة معلمهم وقدوتهم ..

وهم الآن الذين يقيمون مئات الكنائس العملاقة في بضع شهور والذي يبلغ تكاليف الواحدة منها عشرات الأضعاف ما أنفق على الكاتدرائية بل وفاقت في إمكانياتها وأثاثها ومفروشاتها وديكوراتها عشرات الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية الممولة من أعظم دول العالم الغربي ..

إلى الستينات كان إقامة دير بالساحل الشمالي على مساحة ٥٠ فدان حدثا عظيما اثلج قلب الراهب متَّى المِسكين معلم شنودة والأب الروحي له وقد كان سعر الأرض بالملاليم ربما بضع عشرات من الجنيهات تدفع لواضعي اليد من العرب. . حيث لم تكن تلك الأماكن تجذب إليها أي استثمارات لبعدها عن العمران .. ولم يكن المصريين بطبيعتهم الاجتماعية يألفون تلك الأماكن البعيدة في ذلك الوقت ..

فقط في أقل من ثلاث عقود أضيف إلى الأديرة والكنائس الَّتِي يطلقون عليها أثرية زورا وبهتانا العشرات من الأديرة والأماكن القبطية الَّتِي بنوها على اطلال المعابد الوثنية الفرعونية والرومانية لزيادة مساحة نفوذ مسيحي مصر على أرضها وعلى حساب حقوق مسلمي مصر ..

اقتطعوا من أرض مصر مئات الألوف من الأفدنة الَّتِي تحيط بآثارها وأماكن ثرواتها وأماكنها الحيوية السياحية وأضافوها إلى أديرتهم وأقاموا عليها العشرات وربما المئات من الأديرة والأماكن الَّتِي أطلقوا عليها لفظ مناطق قبطية مسيحية أثرية والَّتِي كلفتهم في إقامتها وترميماتها وأسوارها أموالًا طائلة ..

بعض تلك العشرات الألوف من الأفدنة خصصت لهم من قبل الدولة وتحت الضغوط بأسعار زهيدة لا تذكر وعلى أقساط ولا تقارن بحقيقة سعرها وقيمتها والذي يقدر بأضعاف الرقم الذي دفع فيها .. والبعض الآخر من الأفدنة دفعت الكنيسة لواضعي اليد من الأعراب مبالغ ليست محل تجاهل ..

والكثير من المساحات الشاسعة ببطون الصحراء والجبال والواحات وأغوار ومجاهل مصر سيطرت عليها الكنيسة القبطية بوضع اليد وغياب السلطات والقانون وجعلتها كمراكز نفوذ أشبه بالمعسكرات يقطنها رهبان مؤهلين للإقامة بتلك

<<  <   >  >>