للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ليضيفوا إلى الكنيسة القبطية أماكن نفوذ جديدة بشتَّى البقاع على أرض مصر .. وفي حقيقتها هي مراكز بنوها حديثا على اطلال المعابد الوثنية القديمة لاستخراج ثروات مصر المتناثرة في الصحارى البعيدة من كنوز أو أثريات أو أحجار كريمة ..

وبذلك أضيفت إلى الكنيسة موارد جديدة من خلال متاجرة الأقباط النصارى بالأحجار الكريمة والَّتِي فتحت لهم مجالات لتجارة ثمينة ثرية امتهنها عشرات المئات من الأقباط النصارى وما تبعها من معادن نفيسة كالذهب .. حيث تم إعادة صهر وتشكيل كميات كبيرة من التماثيل والمقتنيات الذهبية القيمة والثقيلة الَّتِي تركها الفراعنة في أغوار وبطون الصحراء ومنها توابيت رصعت بالأحجار الكريم وبها تماثيل بمئات الكيلو جرامات من الذهب الخالص ماثلت الجثمان المجاور لها في الحجم والتجسيم ..

وزادت أعداد محلات الصاغة والمجوهرات بصورة مذهلة .. أضعاف مضاعفة ما كانت عليه قبل عهد شنودة حتَّى أصبح الأقباط النصارى من أكبر محتكرى تجارة الذهب والمجوهرات بالمنطقة العربية بعد أن كانت كنيستهم إلى أواخر الستينات تتسول من حكومة عبد الناصر بضعة آلاف من الجنيهات لدفع رواتب العاملين بها .. وحتى أرض سيناء لاحقًا لم تسلم من عبثهم بأماكن الحروب القديمة والشلالات والأودية القديمة الَّتِي جفت من مئات السنين .. قفزت كنيسة شنودة قفزات اقتصادية في غفلة الحكومة والمسلمين عن حقوقهم وثرواتهم وخيرات بلادهم .. وفي غفلة القانون أيضًا عن قيادات الكنيسة والأقباط النصارى وأفعالهم .. وتمضى الكنيسة في خططها لطموحات اقتصادية لا يحدها هذا المجال الذي أصبح متواضعا لا يتلائم وأطماعها ...

نعم إلى أواخر الستينات لم يكن أقباط مصر وكنيستهم يملكون دفع رواتب قساوستهم والعاملين بكنائسهم .. لم تكن ميزانية كنيستهم بما فيها المخصصات المالية الخاصة بها تسمح بتغطية نفقاتها .. كانت كنيسة فقيرة محدودة بإمكانياتها .. حتَّى المجلس الملي والمشرفين على النواحي المادية للكنيسة لم يكن يتوفر لديهم الكثير غير إعانات من بعض الأسر القبطية الغنية المعروفة والمحدودة من بقايا البشوات والملاك والَّتِي سارت عليهم قوانين الإصلاح الزراعي والتأميم شأنهم شأن كل المصريين والعائلات المسلمة الغنية الذين طبق عليهم قوانين الثورة الخاص بشروط الملكية .. حتَّى أن الكنيسة تسولت من الحكومة أواخر الستينات بالضغط على عبد الناصر مبلغ عشرة آلاف جنيه لدعم ميزانيتها ..

لهذا الحد كان الواقع الفعلي لميزانية الكنيسة الأقباط النصارى والمدون بدفاترهم وسجلاتهم .. وهي الَّتِي تعدت الآن أضعاف ميزانية مصر بكل مؤسستها .. بل وفاقت ميزانية أكثر من عشرة ولايات أمريكية مجتمعة .. إلى عام ١٩٦٨ عهد

<<  <   >  >>