للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولدراسة كل ما يتعلق بتلك التجارة اقيمت عدة مكتبات كبيرة خاصة في عدد من أديرة النصارى هي بحد ذاتها كنوز معرفية اختصتها الكنيسة لرعاياها وحرموا مصر وشعبها من غير الأقباط النصارى من الانتفاع بها .. وفتحت اقسام بالكليات اللاهوتية والإكليريكية للتعمق في دراسة تاريخ تلك الحضارات ومواقعها على أرض مصر .. وتم رصد كل مواقع بقايا المدن القديمة بكل مساكنها ومعابدها بالصحراء الغربية والشرقية وبأرض سيناء وحتى مناطق الجبال الجنوبية بالعوينات وغيرها ..

ورسمت خرائط تفصيلية مدون عليها أهم الأماكن الَّتِي يتوقع بنسبة كبيرة وجود كنوز بها اعتمادا على أماكن وجود تلك الحضارات القديمة والَّتِي تعرضت مدنها الغنية العظيمة لنكبات وكوارث مدونة بالتاريخ .. وادت تلك الكوارث المختلفة في العصور القديمة من زلازل وانزلاقات أرضية وبراكين بمناطق في الصحراء الشرقية وغيرها إلى هروب الناجيين تاركين خلفهم كل أموالهم ومساكنهم .. والَّتِي اعتبرتها كنيسة شنودة حقا للأقباط الذين تمسكوا بقبطيتهم وكنيستهم ولم يتحولوا عنها لا ينازعهم فيه خارج عنها ..

وتم على أساس تلك الخرائط الَّتِي دونت بدراسة وعناية رحلات للبحث .. واستخدمت الأديرة كأماكن للإقامة ومخازن .. وعمل الرهبان على تقديم الخدمات اللازمة بكل أنواعها وحتى العلاجية لرواد تلك الرحلات الَّتِي نسقتها الكنائس وأحاطتها بالسرية .. وأصبحت تلك الأحجار القديمة المتناثرة من بقايا المعابد والتماثيل والأبنية تمثل موارد مالية كبيرة للكنيسة القبطية عجزت الدولة عن حصرها والاستفادة منها في أزماتها الاقتصادية ..

ولم يكتفي الأمر على تجارة الآثار واستخراج الكنوز الَّتِي لها علم خاص يتقنه متخصصين من الأقباط النصارى والرهبان في كيفية تحديد أماكنه والأعماق الَّتِي عليها اكتسبوها من الخبرة والممارسة ودراسة الكتب والخرائط والمخطوطات الَّتِي تذخر بها مكتبات الرهبان .. بل وأدَّى البحث في هذا المجال والصحراء الشاسعة إلى النقب عن الأحجار الكريمة الَّتِي تذخر بها الجبال .. فمنافذ خيرات الأرض دائما تؤدى إلى بعضها ..

وتم رسم خريطة لمصر حددت فيها مواقع الأديرة والأماكن القبطية بكل ربوع مصر وصحرائها وجبالها وواحاتها .. وأضيفت إليها العشرات من أماكن إقامة الرهبان الذي لم يكن الأمر يمثل صعوبة لديهم وهم المؤهلين والمدربين في سلك الرهبانية على الإقامة بتلك الأماكن النائية .. ولم يعد الأمر يقتصر على الأديرة والصوامع الموثقة والمدونة والمعترف بها من قبل الدوله ولكن أضيف إليها الكثير من الأماكن الأثرية الخاصة بالرومان والفراعنة والَّتِي بمجاهل الصحراء وتم إنشاء كنائس وصوامع وأديرة قبطية من أحجارها القديمة المتناثرة وترميمها وادعاء زورا وبهتانا أنها أماكن أثرية لكنائس قبطية أثرية

<<  <   >  >>