لما كان الذكر حياة قلوب المؤمنين وقوت أرواحهم وأنس حياتهم؛ كان لا بد لهم من خلوة خاصة للذكر، تكون كل فترة ثابتة خاصة بمثابة وجبة دسمة تكون عونًا لهم على ما هم فيه من متاعب الدنيا وهمومها، فكانت أذكار طرفي النهار.
وأذكار الصباح والمساء لها أهمية خاصة بالنسبة للمؤمنين المخلصين؛ فإن الوارد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيها شافٍ كافٍ .. جامعٍ وافٍ .. رائقٍ صافٍ ..
فإن أردت صلاحًا وفلاحًا ونجاحًا؛ فاجعل لنفسك هذا الوقت الخاص في خلوة رائقة وحدك بعيدًا عن المشاغل، وأصلح قلبك لترديد هذه الأذكار. فإنك إن تفرغت لها ملأت قلبك، وإذا أدمنتها فإنك لن تستغني عنها، وسأحاول جاهدًا ترتيبها لك ترتيبًا له أهمية؛ فاحرص عليها ولا تترك منها شيئًا.
وقد آثرت أن أترك نص الحديث أحيانًا تستخلص منه أنت الذكر، ويدفعك ذكر الأجر للاحتساب؛ لتحصيل الأجر، فإن بعض الناس يمسك الكتاب ويسرد الأذكار مجرد سرد باللسان، فاقرأ الحديث، واحتسب الأجر، واستخلص الذكر، واستحضر القلب تحظ بالعز.