أحدهما: ذكره بذلك إخبارًا عنه بأنه أمر بكذا، ونهي عن كذا، وأحب كذا، وسخط على كذا، ورضي كذا، فهذا ذكر أمره ونهيه.
ولذلك قيل: إن لم تكن مجالس الحلال والحرام هي مجالس الذكر فلا أدري ما هي.
الثاني: ذكره عند مخالفة أمره ونهيه، وذلك بالحياء من الله والخوف من عقابه، بمعنى أن الإنسان في حياته قد تفجؤه أحوال يتقاعس فيها عن أمر الله بتثبيط الشيطان له وتخذيله وتكسيله، أو بتجريئه على معصية الله أثناء الغفلة، وحينها إذا ذكر العبد ربه فإنه ينشط للعبادة كما قال - سبحانه وتعالى -: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ}[الأعراف: ٢٠١].
أو إنه يتراجع عن المعصية ويستغفر ويتوب كما قال - سبحانه وتعالى -: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}[آل عمران: ١٣٥]، فإذا اجتمعت للعبد كل هذه الأنواع من الذكر؛ كان ذكره أفضل الذكر وأجله وأعظمه فائدة.