الذكر هو باب الله الأعظم المفتوح بينه وبين عبده ما لم يغلقه العبد بغفلته.
قال الحسن البصري - رحمه الله -: تفقدوا الحلاوة في ثلاثهَ أشياء: في الصلاة، وفي الذكر، وقراءة القرآن، فإن وجدتم، وإلا فاعلموا أن الباب مغلق.
وحقاً ما عرف قدر جلال الله من فتر لحظة عن ذكره.
ولك في النبي - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة، قالت عائشة - رضي الله عنها -: كَانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَذْكُرُ الله عَلَى كُلِّ أَحيَانِهِ (صحيح مسلم: ٣٧٣).
ولم تستثن حالة من حالاته، وهذا يدل على أنه كان يذكر ربه تعالى في حال طهارته وجنابته، وأما في حال التخلي فلم يكن يشاهده أحد يحكي عنه، ولكن شرع لأمته من الأذكار قبل التخلي وبعده ما يدل على مزيد الاعتناء بالذكر، وأنه لا يخل به عند قضاء الحاجة وبعدها، وأما عند نفس قضاء الحاجة فلا ريب أنه لا يكره بالقلب؛ لأنه لا بد لقلبه من ذكر، ولا يمكنه صرف قلبه عن ذكر من هو أحب شيء إليه فلو كلف القلب نسيانه لكان تكليفه بالمحال.