قال ابن جرير - رحمه الله -: قوله - سبحانه وتعالى -: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} قال: هو ذكر الله - سبحانه وتعالى - في الصلاة وفي غير الصلاة، وقراءة القرآن.
قال الله - سبحانه وتعالى -: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ}[النساء: ١٠٣]، أي: بالليل والنهار، في البر والبحر، وفي السفر والحضر، والغنى والفقر، والسقم والصحة، والسر والعلانية، وعلى كل حال.
وثبت في الصحيح عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَتكِئُ في حِجْرِي وَأَنَا حَائِضٌ فَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ.
(صحيح مسلم:٣٠١)
وقالت: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَذكُرُ اللهَ عَلَى كُلِّ أَحيَانِهِ.
(صحيح مسلم: ٣٧٣)
وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: إني أقرأ القرآن في صلاتي، وأقرأ على فراشي.
وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: إني لأقرأ حزبي وأنا مضطجعة على السرير.
ولا شك أن أفضل الذاكرين هو الذي اجتمع في حقه كل أنواع العبادة، فالذكر أثناء الصلاة أفضل من الذكر خارجها، والصائم الذي يصلي ويذكر الله أفضل هؤلاء، وهكذا.