للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[أذكار السجود]

ثم تكبر، وتخر لله ساجدًا، غير رافع يديك؛ لأن اليدين تنحطان للسجود كما ينحط الوجه فهما ينحطان لعبوديتهما، فأغنى ذلك عن رفعهما, ولذلك لم يشرع رفعهما عند رفع الرأس من السجود؛ لأنهما يرفعان معه كما يوضعان معه.

وشرع السجود على أكمل الهيئة، وأبلغها في العبودية، وأعمها لسائر الأعضاء بحيث يأخذ كل جزء من البدن بحظه من العبودية، والسجود سر الصلاة وركنها الأعظم، وخاتمة الركعة وما قبله من الأركان كالمقدمات له، فهو شبه طواف الزيارة في الحج؛ فإنه مقصود الحج ومحل الدخول على

الله - عز وجل - وزيارته، وما قبله كالمقدمات له، وأفضل الأحوال للعبد حالٌ يكون فيها أقرب إلى الله؛ ولهذا كان الدعاء في هذا المحل أقرب إلى الإجابة.

تخيل وضعك في السجود: تضع أشرف شيء منك وأعلاه وهو الوجه في الأرض، وقد صار أعلاك أسفلك خضوعًا بين يدي ربك الأعلى، وخشوعًا له، وتذللاً لعظمته، واستكانة لعزته، وهذه غاية خشوع الظاهر.

<<  <   >  >>