أما مطلق الأدعية التي تحصل من المكلف بدون تحرِّ وملازمة، فهي ليست توقيفية، ويجوز فيها الاجتهاد والدعاء والذكر بما يشاء حتى ولو أنشاه من عند نفسه، أو اقتبسه من غيره، لكن الأفضل الالتزام بالمأثور، وإلا فقد استبدل الداعي الذي هو أدنى بالذي هو خير.
قال النووي - رحمه الله - في قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ثُمَّ يَتَخَيَّرُ من الْمسأَلَةِ مَا شَاءَ": (وفيه أنه يجوز الدعاء بما شاء من أمور الآخرة والدنيا ما لم يكن إثمًا، وهذا مذهبنا ومذهب الجمهور).
[أهمية الذكر]
(١) الذكر جلاء القلوب:
قال أبو الدرداء - رضي الله عنه -: لكل شيء جلاء، وإن جلاء القلوب ذكر الله - سبحانه وتعالى -.
ولا ريب أن القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة وغيرهما، وجلاؤه بالذكر. فإنه يجلوه حتى يجعله كالمرآة البيضاء، فإذا تُرِكَ الذكر صَدِى القلب، فإذا ذكر العبد ربه جلاه.
وصدأ القلب بأمرين: الغفلة والذنب ..
وجلاؤه بشيئين: الاستغفار والذكر.
فمن كانت الغفلة أغلب أوقاته، كان الصدأ متراكبًا على قلبه، وصدؤه بحسب غفلته، وإذا صدئ القلب، لم تنطبع