فالحمد لله: الإخبار عنه بكمال صفاته - سبحانه وتعالى - مع محبته والرضا به، فلا يكون المحب الساكت حامدًا، ولا المثني عليه بلا محبة حامدًا حتى تجتمع له المحبة والثناء.
فإن كرر الحامد شيئًا بعد شيء؛ كانت ثناءًا.
فإن كان المدح بصفات الجلال والعظمة والكبرياء والملك؛ كان تمجيدًا.
وقد جمع الله لعبده الأنواع الثلاثة في أول سورة الفاتحة، فَإِذَا قَالَ العَبْدُ:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}: قَالَ الله تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وإِذَا قَالَ:{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}؛ قَالَ الله تَعَالَى: أَثنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وإذا قَالَ:{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}؛ قَالَ: مَجَّدَنِيِ عَبْدِي، وَقَالَ مَرَّةً: فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي، فَإِذَا قَالَ:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، قَالَ: هَذَا بَينِي وَبَيْنَ عَبدِي وِلِعبدي مَا سَأَلَ، فَإذَا قَالَ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}؛ قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ.