للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فمن الناس من يشعر إذا استيقظ من الوحشة والخوف والفزع والوجع الروحي الذي ربما غلب حتى سرى إلى البدن.

ومن الناس من تكون روحه أغلظ وأكثف وأقسى من أن تشعر بذلك فهي مثخنة بالجراح مزمنة بالأمراض، ولكن لنومها لا تحس بذلك، هذا وكم من مريد لإهلاك جسمه من الهوام وغيرها وقد حفظه منها، فهي في أحجارها محبوسة عنه، لو خليت وطبعها لأهلكته، فمن ذا الذي كلأه وحرسه وقد غاب عنه حسه وعلمه وسمعه وبصره؟! فلو جاءه البلاء من أي مكان جاء لم يشعر به، ولهذا ذكر - عز وجل - عباده هذه النعمة وعدها عليهم من جملة نعمه فقال: {قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ

وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ} [الأنبياء: ٤٢] اهـ كلام ابن القيم، وهو كلام خطير، يعرفك خطورة النوم وأخطاره، وكي يحفظك الله في نومك تحتاج لهذه الأذكار.

واعلم - أيها الأخ الكريم - أنك تحتاج أن تحفظ في نومك كما تحتاج أن تحفظ في يقظتك بل وأكثرة فاهتم بأذكار النوم، وتالله إنها لكثيرة وخطيرة، تأملها وافقهها وقلها بيقين.

انتبه .. إياك والغفلة عن هذه الأذكار، أو أن تقولها وأنت تتثاءب؛ "فَإِنَّ الله لا يَسْتَجِيبُ لِعَبْدٍ دَعَاهُ عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ غَافِلٍ".

(حسن، سنن الترمذي: ٣٤٧٩)

<<  <   >  >>