فإذا منَّ الله عليك بهذه الأربعة، وأصابتك بركتها؛ كان خروجك خير لك وبركة عليك، ويتنحى عنك الشيطان الذي يجلس على باب بيتك منتظرًا خروجك ليضلك، فيقول - يعني الشيطان - لشيطان آخر: كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وكُفِيَ وَوُقِيَ؟! وهكذا تأوي إلى ركنٍ شديدٍ، فلا يخلص إليك كيد الكائدين، وييأس من الوصول إلى إيذائك الشياطين.
(٥) يستحبّ لك إذا استيقظت من الليل وخرجت من بيتك أن تنظر إلى السماء وتقرأ الآيات الخواتيم من سورة آل عمران: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ}[آل عمران: ١٩٠] إلى آخر السورة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه بات عند النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - من آخر الليل فخرج، فنظر إلى السماء ثم تلا:{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ}[آل عمران: ١٩٠](صحيح مسلم: ٢٥٦).
وعليك أن تتفكر فيها، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَقَدْ نَزَلَتْ عَلَىَّ اللَّيْلَةَ آيَةٌ وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَهَا وَلَمْ يَتَفَكَّرْ فِيهَا: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ}[آل عمران: ١٩٠] "(صحيح، ابن حبان: ٦٢٠).