ثم بعد الاجتهاد وبذل الوسع واستنفاذ الجهد، وبذل الطاقة لحضور القلب، إن لم تتمكن فاذكر الله بلسانك واستمر، ومع الاستمرار وإظهار الافتقار والتألم والتضرع لله سيحضر القلب حتمًا، ولا تقل: حاولت، بل اصبر ثم صابر ثم رابط، ومن أدام دق الباب، فتح الكريم له.
ويكون الذكر أفضل وأكمل وأكثر أجرًا حين يكون بحضور القلب والبعد عما يشغل، حتى يستحوذ الذكر على القلب واللسان والهمة والعقل، فكأن كل ذرة في العبد تسبح بحمد الله وتذكره، وتنطق بحمده وتمجده.
فهذا هو الذكر التام الذي يحصل به الأجر التام: فاحرص واجتهد ولا تقل: سأحاول، بل قل: أنا لها، هو ذاك.
ومن أسباب حصول الحضور القلبي الانضباط بضوابط الذكر، ومن أهمها: الالتزام بالهيئة الشرعية، والألفاظ المأثورة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحده دون الخروج عن ذلك.
من ضوابط الذكر:
يعمر الصالحون خلواتهم بالعبادة والذكر والمناجاة، ورفع الشكوى إلى مولاهم البر الرحيم، واستمطار رحمته وغياثه - سبحانه وتعالى -، ولا شك أن الثناء على الله - سبحانه وتعالى - ودعاءه