يقول ابن القيم - رحمه الله -: (إن نفس الإيمان بالله وعبادته ومحبته وإخلاص العمل له وإفراده بالتوكل عليه هو غذاء الإنسان، وقوته وصلاحه وقوامه، بل إن أوامر المحبوب كلها قرة العيون، وسرور القلوب ونعيم الأرواح، ولذات النفوس بها كمال النعيم.
فقرة عين المحب في الصلاة والحج، وفرح قلبه وسروره ونعيمه في ذلك وفي الصيام والذكر والتلاوة، وأما الصدقة فعجب من العجب، وأما الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله والصبر على أعداء الله - سبحانه وتعالى -، فاللذة بذلك أمر آخر لا يناله الوصف ولا يدركه من ليس له نصيب منه، وكل من كان به أقوم، كان نصيبه من الالتذاذ به أعظم).
فما بالك بذكر الله وهو أعظمها وأفضلها وأكبرها، ففوائد الذكر وثمراته أكثر من أن تحصى أو تعد، وإن كان ابن القيم - رحمه الله - قد جمع بعضها في كتابه الوابل الصيب من الكلم الطيب، إلا أن ما ذكره إشارة فقط إلى بعضها، وهناك غيرها من الأسرار ما لا يعلمها إلا الله اختص بها من شاء من عباده.
ولذلك فسأسوق إليك ما ذكره ابن القيم - رحمه الله - وهو بضع وخمسون فائدة، وأزيد عليها ما تيسر مما فتح الله به، وبعد كل ما ذكره وذكرته أمامك فرصة لتبحث عن الأكثر، ويخصك الله بالمزيد: فافهم وتوكل وتيقن، واذكر ربك يذكرك وُيفِدْك.