للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نعوذ بالله من سوء الاقتداء والاشتغال بما يؤدي إلى مهالك العطب [ق ٧٧ / ب] والردي، ألا فتدبروا هذا الكلام بعقولكم وحسّكم، واعلموا أنّ التصوف والمشيخة والفقر وذكر الله تعالى عز وجل غير حديث سعدي وليلى، ألا وهذه الطائفة المخالفة المشتغلة بالرقص والبطالات، وباستماع الأغاني والشبابات وبصحبة أحداث المرد وأهل الحوادث والضلالات أن من عادتهم وعادة مشايخهم الكذب على نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم في أشياء كثيرة ولا يحصيها إلا الله تعالى، كما أن اليهود كذبوا على نبيّهم هارون عليه السلام وذلك سنة لهم من سنن اليهود وهي ما زادوا من افترائهم وكذبهم في كتاب الله عز وجل التوراة، قالوا: إن نبيّ الله تعالى هارون عليه السلام قال لبني إسرائيل: اقلعوا إلى أقراط الذهب من آذان نساءكم وأبناءكم وبناتكم، فأتوني بها فأفرغها، فجعلها لهم عجلاً جسدًا له خوار، قالوا: ثم أمر هارون أن ينبني مذبحًا بين يدي العجل، ثم قال: غدًا عيد السيد، فلما جاء موسى عليه السلام وجد بني إسرائيل عراة بين يدي العجل يغنون ويرقصون، قالوا: وكان هارون قد عراهم بجهالة قلبه، ألا فهذا ما فعل السامريّ عدوّ الله أضافوه إلى نبيّ من [ق ٧٨ /أ] من أنبياء الله تعالى، وكذلك الأراذل والسفهاء منّا أضافوا ما فعل رؤساؤهم الجهّال من أعداء الله إلى نبيّه، المصطفى صلى الله عليه وسلم ورسوله المجتبى وحبيبه المرتضي، أشياء، بافترائهم وكذبهم، ألا فاعتبرها عقول اليهود، وانظروا كيف يجوز أن يقولون على نبيّ من أنبياء الله عز وجل بأن يتّخذ عجلاً للعبادة من دون الله تعالى، ثم يرقص هو وهم تعظيمًا للعجل أنه إلههم، فما أشبه عقول قوم استحسنوا الرقص واستماع الأغاني والشبابات بعقول اليهود في تجويزهم على نبيّ من أنبياء الله عز وجل أن يتخذ إلهًا يتعبد له اليهود بالرقص والقربى من دون الله عز وجل، ألا فقوم يزعمون أنهم يستمعون إلى الغناء المطرب والشبابات ويرقصون شوقًا إلى الله تعالى ومحبته له ويرقصون بين يديه ويتواجدون له، فإلههم عجلاً جسدًا له خوار. قال بعض العلماء رضي الله عنهم: الرقص والتواجد أوّل من أحدثه أصحاب السامري لمّا اتخذوا لهم عجلاً جسدًا له خوار قاموا ورقصوا حوله وتواجدوا، فهو دين الكفّار وعبدة العجل، فمن تشبّه بهم فهو بلا شك منهم.

وأقول شعرا:

ولا يبالون غنوا أم تلوا سورًا ... سيان أن رقصوا [ق ٧٨ / ب] لله أو ركعوا

<<  <   >  >>