للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإن اعترض معترض وقال أنت تنشد الأشعار وتهجوا أقوامًا على المنابر والكراسي وتنهانا عن الغناء والاستماع إليه، وتحذر الناس منه ومن أهله. فأقول: الفرق بيني وبين غناهم بالأشعار في الأوصاف ملحنة وما يتبعها ظاهر، وقد روى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه "أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن تناشد الأشعار في المسجد" (١). رواه النسائي وأبو داود، ورخّص لحسّان رضي الله عنه، فروى سعيد بن المسيّب رضي الله عنه قال: مرّ عمر رضي الله عنه بحسان رضي الله عنه وهو ينشد في المسجد، فلحظ إليه فقال: قد أنشدتُ فيه بحضرة من هو خير منك، ثم التفت إلى أبي هريرة رضي الله عنه وقال: أسمعت رسول الله عليه السلام يقول: "أجبّ عني اللهم أيده بروح القدس"؟ قال أبو هريرة: اللهم نعم" (٢).


(١) حسن - أخرجه أبو داود في "سننه" (١/ ٢٨٣) (١٠٧٩)، والترمذي في "سننه" (٢/ ١٣٩) (٣٢٢)، وقال: حسن، والنسائي في "سننه" (٢/ ٤٧ - ٤٨) (٧١٤، ٧١٥)، وابن ماجه في "سنه" (١/ ٢٥٢) (٧٦٦)، وأحمد في "مسنده" (١١/ ٢٥٧) (٦٦٧٦)، وغيرهم من طريق ابن عجلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه «نهى عن تناشد الأشعار في المسجد، وعن البيع والاشتراء فيه، وأن يتحلق الناس فيه يوم الجمعة قبل الصلاة» واللفظ للترمذي وإسناده حسن.
(٢) أخرجه البخاري في "صحيحه" (٤/ ١١٢) (٣٢١٢)، ومسلم في "صحيحه" (٤/ ١٩٣٢) (٢٤٨٥) من طريق سفيان عن الزهري عن ابن المسيب به، وفي رواية مسلم عن ابن المسيب عن أبي هريرة أن عمر فذكره.

<<  <   >  >>