للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العمل المشار إليه عمل عبادة، وذكر وطاعة كالقليل منه في صورته وعدده إذا عمل في ظل الاقتداء برسول الله عليه السلام ومتابعة سنته كثير بل خير من عمل كثير في معناه ببركة قدوته صلى الله عليه وسلم، فأما السنة فقد قال الأزهري (١): هي الطريقة، ومنه قوله عز وجل: {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ} [آل عمران: ١٣٧] أي أهل سنن وطرائق. قال ابن عرفة (٢): المعنى أن السنة مضت فيهم بالعقوبة حين عاندوا الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. قلت: والسنة في كلام العرب الطريقة والصورة.

قال الشاعر:

نريك سنته وجه لا خفاء به

أي صورة وجه.


(١) هو: محمد بن احمد بن الأزهر بن طلحة بن نوح بن الأزهر بن نوح بن حاتم الأزهري الهروي، الشافعي (أبو منصور) أديب، لغوي.
ولد في هراة بخراسان سنة ٢٨٢ هـ، وعني بالفقه أولا، ثم غلب عليه علم العربية، فرحل في طلبه وقصد القبائل وتوسع في أخبارهم، وتوفي في بهراة في ربيع الآخر سنة ٣٧٠ هـ. من تصانيفه الكثيرة: تهذيب اللغة في اكثر من عشر مجلدات، التقريب في التفسير، الزاهر في غرائب الالفاظ، علل القراءات، وكتاب في اخبار يزيد بن معاوية. وترجمته في: طبقات الشافعية الكبرى (٣/ ٦٣) (١٠٨)، تاريخ الإسلام (٨/ ٣٢٥) (٣٧٥)، الأعلام للزركلي (٥/ ١١٣)، ومعجم المؤلفين (٨/ ٢٣٠).
(٢) هو محمد بن محمد بن محمد بن عرفة الورغمي التونسي يكنى أبا عبد الله، الفقيه المالكي- إمام تونس وعالمها، وخطيبها في عصره كان متبحرا في الفقه والأصول وفي الكلام والنحو والتفسير والحديث والعربية والنحو والمعاني والبيان والفرائض والحساب والقراءات تولى إمامة جامع الزيتونة وكان الخطيب فيه، ثم عين للفتيا فيه. ومن أهم مصنفاته: المبسوط، المختصر الكبير، الحدود في التعريفات الفقهية، الطرق الواضحة في عمل الناصحة، المختصر الشامل، مختصر فرائض الحوفي، مختصر في المنطق تفسير القرآن، وغيرها، ولد في تونس سنة ٧١٦ هـ، وتوفي أيضاً بها سنة ٨٠٣ هـ، وترجمته في: الديباج المذهب (ص/ ٣٣٧)، شجرة النور الزكية (ص/ ٢٢٧)، الضوء اللامع (٩/ ٢٤٠)، الأعلام (٧/ ٢٧٢).

<<  <   >  >>