للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال العلماء: السنة ما رسم ليقتدى به، فأما المعنى فهو العمل القليل في ذاته بالإضافة إلى ما هو أكثر منه إذا عمل في سنة الدين والإسلام على طريقة متابعة المصطفى عليه السلام وصورة ما رسمه خير الأنام فهو خير من عمل كثير صورته وعدد في بدعة بمخالفة سنته، فهو نعم الأنام وسنته عليه السلام نوعان أحدهما في الباطن وهو الإخلاص لله عز وجل كما قال النبي عليه السلام: (يا معاذ إذا خلص يكفيك قليل من العمل) (١) الثاني في الظاهر وهو جريان العمل في العلم بمتابعة سنته عليه السلام ومتابعة الأمر كما قال عليه السلام: (قليل العمل مع العلم كثير وكثير العمل مع الجهل قليل) (٢).


(١) ضعيف - أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٤/ ١٠٩٩) (٦١٦٢)، والحاكم في "المستدرك" (٤/ ٣٤١) (٧٨٤٤)، وأبو نعيم في "الحلية" (١/ ٢٤٤)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٩/ ١٧٤ - ١٧٥) (٦٤٤٣، ٦٤٤٤)، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (١/ ١١٣) (٩٩) كلهم من طريق عبدالله بن وهب عن يحيى بن أيوب عن عبيدالله بن زحر عن خالد بن أبي عمران - ووقع عن الحاكم والبيهقي في طريق الوليد بن عمران، ولم أعرفه، ولعله خطأ من بعض النساخ - عن عمرو بن مرة عن معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له حين بعثه إلى اليمن: «أخلص دينك يكفك القليل من العمل»، وإسناده ضعيف فيه ابن زحر مختلف فيه، وهو أقرب إلى الضعف، وعمرو بن مرة اختلف في تعيينه هل هو الكوفي من صغار التابعين، أم هو الجهني الصحابي، قال البيهقي في "الشعب": (وعمرو بن مرة هذا هو الجهمي، كذا قال شيخنا أبو عبد الله: إنما أراد عمرو بن مرة الذي له صحبة)، وقال في موضع آخر: (هذا هو الكوفي الذي ليست له صحبة، ولا أدرك معاذا فيكون الحديث مرسلا)، ولم يتبين لي تعيينه فيتوقف فيه.
(٢) ضعيف جدا - أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (٢/ ١٢١) (١٠١٥) من طريق أبي علي، صالح بن إبراهيم بن رشدين إجازة، أبنا أحمد بن عبد الله الصفار، ثنا الحسن بن سعيد بن مرزوق، ثنا يحيى بن صالح، ثنا أبو مهدي، عن أبي الزاهرية، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه مرفوعا مطولا به. وفيه أبو مهدي وهو سعيد بن سنان قال عنه في "التقريب": "متروك رماه الدارقطني وغيره بالوضع" .. ورواه القضاعي عقبه من طريق بقية عن حدير مولى السمط بن ثابت عن أبي الزاهرية مطولا به ولم يذكر ابن مسعود، وحدير مولى السمط ذكره ابن أبي حاتم، والبخاري، ولم يذكرا فيه حرجا ولا تعديلا، فهو مجهول، كما أن الحديث مرسل.
ورواه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (١/ ٢٠٢) (٢١٤) من طريق مؤمل بن عبد الرحمن الثقفي، عن عباد بن عبد الصمد، عن أنس بن مالك رضي الله عنه مرفوعا مطولا بنحوه، وقال ابن حبان: " عباد بن عبد الصمد، عن أنس نسخة أكثرها موضوعة".

<<  <   >  >>