للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان أبو عثمان النهدي قد أدرك الجاهلية وبلغ من العمر مائة وثلاثين سنة، فلأجل ذا قال: ما سمعت مزمارًا ولا طنبورًا -يعني في الجاهلية- قبل أن يسلم، فأما في الإسلام فمعاذ الله أن يسمعوا ما حرّم الله تعالى عليهم، وقد نزههم الله عن ذلك وأثنى عليهم في القرآن، ولقد كان عبد الله بن مسعود وأصحابه علقمة والأسود وزر وأبو وائل وشريح رضوان الله عليهم بالكوفة يأخذون الدفوف والمزامير والطبول الصغار من أيدي الغلمان والجواري [ق ٨٦ / ب] الصغار فيكسرونها ويشقّون زقوقها (١) ولا يمكنون من إظهارها في الأسواق والدروب (٢) والبيوت إتباعًا منهم لقوله صلى الله عليه وسلم: "بعثت بمحو المزامير والطنابير والكوبة" (٣)


(١) يشير إلى ما رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (٣/ ٤٩٦) عن إبراهيم قال كان أصحاب عبد الله يستقبلون الجواري في الأزقة معهن الدف فيشقونها)، ورواته ثقات، ويحتمل الرفع لابن مسعود - رضي الله عنه - أو أنه كان بأمره.
(٢) وفي الحاشية: "الدرب باب واسع. . . . . . . . . . . . . . . جمعه دروب". مكان النقط عبارة لم استطع قراءتها كاملة، ولم أتبين معناها.
(٣) ضعيف - أخرج تمام في "فوائده" (ص/٤٩) (١٠٠)، والديلمي في "مسند الفردوس"، وابن الجوزي في "تلبيس إبليس" (ص/٢٠٨) من طريق عاصم بن علي ثنا عبد الرحمن بن ثابت عن أبيه عن مكحول عن جبير بن نفير عن - وتحرفت: "عن" عند الديلمي لـ: "ابن" فقال كما في نسختي من الغرائب الملتقطة: "جبير بن مالك" - مالك بن يخامر الثقة - وأبهم في طريق تمام - عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بعثت بهدم المزمار والطبل"، وعبدالرحمن بن ثابت قال عنه المزي في تهذيب الكمال: " قال صالح بن محمد البغدادى: شامى صدوق، أنكروا عليه أحاديث يرويها عن أبيه، عن مكحول مسندة".

ولبعضه شاهد لا يصلح لتقويته وهو ما رواه ابن عدي في "الكامل" (١/ ٦٨٣) من طريق إبراهيم بن اليسع التيمي المكي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمرني ربي عز وجل بنفي الطنبور والمزمار" وإبراهيم قال عنه البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: ضعيف.

<<  <   >  >>