للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهي الطبل، وروي أبو داود في سننه أن زبيد اليامي رأى غلامًا معه زمارة قصب فأخذها وشقّها وقال: لا ينبغي هذا (١). وفي لفظ آخر لابن أبي الدنيا عن أشعث بن عبد الرحمن رحمه الله قال: "كنت أمشي مع زبيد وهو آخذ بيدي فرأى امرأة ومعها دفّ فأخذه وكسره" (٢) أعاننا الله وإيّاكم على إتباع أوامر الله عز وجل وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوّانا على اجتناب نواهيهما بمنّته ورحمته أنه قريب يسمع الدعاء واسع العطاء وينصر من نصر سنّته نبيّه صلى الله عليه وسلم ويخذل من أعان على هدم ملّته ودرس شريعته. وأقول:

شرف المأخذ في السماع تفاوتت ... فيه المراتب للبيب (٣) العاقل

سندا لكلهم قد انتهى فيه ... إلى أعلى أسانيد سماع الكامل

خلع الوسائط كلّها في خلعه ... نعليه مسلك كلّ حر فاضل

من أجل ذاك تقدس الواد الذي ... تدربه عن سند بعيد نازل

أين العزائم من رجال قد سوى ... أوطانهم [ق ٨٧ /أ] عن زامر أو طابل

تقدس سمع المصطفى أما غدًا ... يومًا يسد صماخه بأنامل

حتى يصح تناسب سرى من ... حكم المقام إلى محلّ القائل

إلقائه سمع في شهود بصيرة ... وخمود أوصاف وهدى مفاصل

اذهب فما هذا مقامك يا فتى ... إذ أنت في شغل برقصك شاغل

ترعى موازين الجدال مخافة ... من أن تكون عن الوازن بزائل

فعن العناصر أخذ مشكل خطّه ... وهي التي وضعت بسفل سافل

أو لأرحام فيك منهم نسبة ... إذ فيهم زفن الطروب الهازل

هي دعوة نوحية شملتهم ... يوم السفينة إذ رست بالساحل


(١) حسن - أخرج ابن أبي الدنيا في "الأمر بالمعروف" (ص/١١٧) (٨٦)، ، والخلال في "الأمر بالمعروف" (ص/٦٦) من طريق أحمد بن منيع، حدثنا أشعث بن عبد الرحمن بن زبيد عن جده مختصرا به، وإسناده حسن رواته ثقات غير أشعث قال عنه في "التقريب": "صدوق يخطئ"، ولم أقف عليه عند أبي داود، وإنما ساقه الخلال من طريقه، وليس فيه الزيادة الأخيرة.
(٢) حسن - أخرجه ابن أبي الدنيا في الموضع السابق برقم (٨٥) من نفس الطريق السابق.
(٣) كلمتان لم أستطع قراءتهما، وما أثبته هو الأقرب لرسمهما.

<<  <   >  >>