للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ألا فما ترون أنتم من شيوخ الجهّال ومن الفقراء المنتمين إليهم من الشبهات، فمن سمع منكم بشخص منهم فليأنى عنه ما استطاع، فإنه من الدجاجلة، وروى ابن مسعود رضي الله عنه أنّ رسول الله عليه السلام قال: «إن للشيطان لمة بابن آدم وللملك فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشرّ وتكذيب بالحق، وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحقّ فمن وجد ذلك شيئًا فليعلم أنه من الله تعالى وليحمد الله تعالى [ق ٨٩ / أ] ومن وجد الأخرى فليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم قرأ {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: ٢٦٨]» (١).


(١) صحيح موقوفا – أخرجه الترمذي في "سننه" (٥/ ٢١٩) (٢٩٨٨)، وقال: حسن غريب، وابن أبي الدنيا في "مكائد الشيطان" (ص/٦١) (٤١)، والنسائي في "الكبرى" (١٠/ ٣٧) (١٠٩٨٥)، وأبو يعلى في "مسنده" (٨/ ٤١٧) (٤٩٩٩)، وابن حبان في "صحيحه" (٣/ ٢٧٨) (٩٩٧)، وغيرهم من طريق هناد عن أبي الأحوص عن عطاء بن السائب عن مرة الهمداني عن ابن مسعود مرفوعا به، وعطاء كان قد اختلط ورواية أبي الأحوص عنه بعد الاختلاط. وخالف أبا الأحوص: حماد بن زيد عند الطبراني في "الكبير" (٩/ ١٠١) (٨٥٣٢) فرواه موقوفا على ابن مسعود، وقد خالف عطاءا: حماد بن سلمة وابن علية وجرير بن عبدالحميد وعمرو بن قيس فرووه عن عطاء عن ابن مسعود موقوفا، وروي من طريق آخر عن معمر عن الزهري عن عبدالله بن عتبة عن ابن مسعود موقوفا، عند أبي داود في "الزهد" (ص/١٦٤) (١٦٤)، ومن طريق عامر بن عبدة عن ابن مسعود موقوفا، عند ابن المبارك في "الزهد" (ص/٥٠٣) (١٤٣٥)، والموقوف هو الصواب وهو الذي رجحه أبو حاتم في العلل، وله حكم الرفع.

<<  <   >  >>