لو أن شاة ذبحتها ودعوتكم عليها فما يحكم هذا الخاطر حتى جاء هذا الوحش وبرك بين يدي، فيخيّل لي أني أنا مثل فرعون يسأل ربّه أن يجري له النيل فأجراه، فما يؤمنني أن يكون الله عز وجل يعطني كلّ حظّ لي في الدنيا وأبقى في الآخرة فقيرا لا شاء لي، فهذا الذي [ق ٩٦ /أ] أزعجني" (١)، ألا فيتأسى المتأسي منكم بالنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم وبمثل هذا الشيخ رضي الله عنه وبهديهم، فاهتدوا وبهم فاقتدوا، وعن شريعتهم ومناهجهم لا تعتدوا إن أردتم تربحوا، فتسعدوا وتقرّبوا ولا تبعدوا، بصّرنا الله وإيّاكم ما نهدى به إليه، وسترنا وإيّاكم عند القدوم عليه، وغفر لنا ولكم يوم الوقوف بين يديه، وبلغنا أن الشيخ الإمام العلامة عبدالله بن قدامة المقدسي رحمه الله قيل له: إن شيخًا في حواران قد تبعه كثير من الناس وله كرامات، فقال الشيخ الموفّق: "لا إله إلا الله، لقد كان فرعون يقول: لنيل مصر اجر، فيجري ويقول له: قف فيقف عند حافر دابته، فما كانت هذه كرامة لفرعون وإنما جعله الله تعالى سببًا ليضل به بني إسرائيل".
(١) ذكره ابن الجوزي في "تلبيس إبليس" (ص/٣٣٨)، وفي "صفة الصفوة" (٢/ ٣١٣).